لماذا يقبل شبابنا بما فيهم الكهول على المسلسلات المدبلجة؟
سؤال يخامر ذهني منذ زمان ، كانت البداية ان لم تخني الذاكرة مع اليخاندرو و كاسندرا ثم توالدت و تناثرت حبات العقد حتى اصابتنا في مقتل فما معنى ان تتعطل كل الاشياء لان وقت بث هذه المسلسلات اصبح مقدسا مثله مثل اوقات الصلاة و لعله اكثر عند العديد من شبابنا للاسف. اي سحر يشد شبابنا في مثل هذه الاعمال السافرة التي تبعدنا عن ديننا خاصة اننا لا نجد فرقا بينها و بين ما تنتجه الدراما المصرية او السورية لكن ماذا نقول ، ربما نقول ما قاله ابن خلدون اقتداء المغلوب بالغالب .
ان ما تطرحه هذه الاعمال نعثر عليه في اعمال ننتجها نحن و ربما تكون اكثر تعبيرا عما نعانيه و هي بلغة اقرب الينا و لكن ماذا نقول لاجيال عصرنا التي هجرت لغتها و ارتمت في لغة تجمع بين الرقة و الخنوثة و تجعل الذكر مقلدا للانثى و العكس صحيح انه زمن انقلاب الموازين .
لماذا لا ينشد شبابنا الى قصص الحب و الغرام التي تصورها اعمالنا التي ننتجها و انا لا اقصد الاعمال الفاشلة و انما اقصد اعمال مثل " نمر بن عدوان" و ّ وضحة و بن عجلان " و عيون علياء" و غيرها التي تعج بالرومنسية و كلمات الحب التي تنطلق من القلب لتسيطر على الكيان دون توسل لغة سافرة او تعبير ركيك .بالطبع ادرك ان الاقبال على مشاهدة مثل هذه الاعمال مستحيل لانها تخلو من قلة الحياء الذي اصبحنا نعيشه في شارعنا و الذي اصبح ينتظره شبابنا حين مشاهدة الاعمال المدبلجة..
في ختام هذه التساؤلات المتناثرة لا اجد سوى قول الشاعر :
ما اوجه الحضر المستحسنات به
كاوجه البدويات الرعابيب
حسن الحضارة مجلوب بتطرية
و في البداوة حسن غير مجلوب
افدي ضباء فلاة لم يعرفن بها
مضغ الكلام و لا صقل الحواجيب
و لا خرجن من الحمام بارزات
افخاذهن صقيلات العراقيب