سمعت الأذان وكان محلى بسكرة الفطر ,حلت ,فحلا
فراوغني القلب لما أصاخ و غافلني الدمع حين أستهلا
فوجهت نحو المآذن روحا مكبلة ,وخيالا أشلا
وعقلا يغطي الضباب عليه فيوشك ألا يرى أو يدلا
ولو كنت شمسا اذن لأهتديت فكيف اهتدائي اذا كنت ظلا
وعقلا يغطي الضباب عليه فيوشك ألا يرى أو يدلا
ولو كنت شمسا اذن لأهتديت فكيف اهتدائي اذا كنت ظلا
أنا خاطيء أيها الأموي فهلا غفرت ذنوبي هلا
وكيف السبيل لاسبح فيك فأغسل اثما و أنسخ جهلا
* * *
أرى بابك الرحب خلف الزحام يكسر قفلا ويجبر قفلا
ليمتحن الواقفين عليه فأي تولى ,وأي تخلى
ولكنهم يدخلون جميعا فكيف سمحت بأن تستغلا
* * *
ذهبت أصلي و لم أستطع من الأزدحام بلوغ المصلى
رأيت الدكاكين مثل الفطور تسد الطريق وتغزو المحلا
وتزحف فوق الجدار العتيق تموه عهدا ذوى وأضمحلا
وكان الأذان البعيد ينادي كمن يستغيث حبيبا تولى
وكنت أمد ذراعي كأني من البئر أرجو خلاصا ووصلا
وما من مغيث سوى ما أردد سرا وأنكره ان تجلى
* * *
أزحت الدكاكين ثم دخلت الى الصحن مستأنيا مستدلا
فأرشدني للمياه الحمام وحين توضأت طار وعلى
فطيرني معه , فأرتفعت فأمسكت أطراف حبل تدلى
فشد جذوري وأطلق جذعي فأشعل نجما وحرر عقلا
ووزعني في السماوات نورا يعود الى نبعه مستقلا
وفي لحظة عدت نحو المآذن أنقى وأقوى و أشجى وأحلى
أرمم روحي , وكانت جدارا يسد ,فأضحت منارا مطلا
***
دخلت , وكان الأمام يكبر سبعا , فزدت فزاد وأغلى
وكانت دمشق تمور أمامي وحولي وفوقي فيحاء جذلى
وكان الخطيب يزين عهدا فيعلن قولا ويضمر قولا
وماكاد يختم حتى صعدت فقلت له :لو سمحت ... فأخلى
فألقيت مأثرتي , فأستعدت ابن عبد العزيز نجيا ومولى
وحين أضاءت جميع الثريات من فوقنا صحت: أهلا وسهلا
رأيت الصحابة والتابعين ومروان من خلفهم قد أطلا
وجيشا مهيبا على رأسه علي وعثمان هبا لجلى
فكبرت للجامع الأموي يضم شتيتا و يمسح ذلا
وحين خرجت وجدت أمامي بحارا , وحولي رفاقا وأهلا
وأشرعة بانتظار الهبوب و أسلحة , وجنودا , وخيلا
فصرنا اليها , وكان الأذان يدوي , ويصعد أعلى فأعلى ...