يا جســــدي
تصدير
لحظة اشتداد شهوة الجسد يفتقد هذا الأخير كل ما يشده إلى عالم الحقيقة و عالم الروح و ينغمس دون وعي في عالم يطيل فيه المقام حتى يفقد ذاته و يتحول إلى مجرد جسد ملعون ... ضعيف ... معذب ... موشى بمختلف ألوان العذاب و الحزن...
1
يا جسدي الملعون ..
مالك تحترق ..
و أنت في سكون ..
أاخترت الهدوء مقاما
أم أنك حطمت كل ..
القيود ...
و أصبحت صنوا لها
ذابلا .. خاملا .. دائم السكون
قتل فيك كل شعور ..
أعدم فيك كل جنون ..
اغتال فيك الزمان ..
لحظة الخلود ..
فصرت جثة هامدة
بعد أن كنت ثورة صامتة
رغم الحواجز و القيود
كنت رمز الانطلاق ..
و الانعتاق ..
فوق كل القيود
و عبر كل الحدود
فأصبحت ملتقى
كل الهموم
2
يا جسدي المعذب ..
كيف فقدت كل شعور ..
و أعدمت كل شعور ..
و أصبحت مثل أشياء ..
هذا الوجود ..
كأنك نسيت ما حملت بين الضلوع
كأنك نسيت صراع الصبي و الصبية
عند الشارع الضيق في كل عشيه
كأنك نسيت باقات الزهر الجميلة
و قصص الحب و الغرام المثيرة
و أصبحت مجردا ..
من كل ذكرى جميلة ..
عبث بك الزمان ..
و حطم فيك كل ..
أمنية صغيرة
كانت أو كبيرة
و رسم عليك الدهر
أسطره الثقيلة ..
3
يا جسدي الموشى بالأحزان ..
في أزمنة الحزن .. السرمدي
يكتب عليك في كل لحظة
عبارة .. تأتيك من مجهول
تحذرك من الثورة ..
على المألوف ..
و تدعوك إلى لقاء روحك
خارج الزمن ..
بعيدا ..
عن كل مكان معلوم
كلما حاولت الرحيل
منعوك ...
كلما حاولت الكلام
زجروك ...
كلما صرت حرا داخل القفص
قيدوك ...
و عند كل نهاية طريق ..
يشتهون .. فيأتون بك ..
و يفعلون فيك ..
ما يرغبون ..
4
يا جسدي الضعيف ..
مكبل كلك بالقيود ..
كل ما فيك يدعو للرحيل
فأنا عنك مرتحل ..
ربما إليك أعود ..
و ربما لن نلتقي ..
لقد سئمت فيك ..
كل خنوع
و اشتقت إلى إضرام
نار في جذورك
لعلك تصحو
و تستعيد ما اغتصب فيك
في ما مضى من الزمن التعيس
فتزهر ربوعك التي كانت
جميلة و رقيقة
فصارت قبيحة و دميمة
يا جسدي الملعون
هلا طرقت أبواب الحقيقة
و ودعت أزمنة الخليقة
و اغتصبت منها كل دقيقة
لتحيي على نخب جثتها
عرس الحقيقة
في كل دقيقة
08-30-2008, 08:31 PM
من صميم الفؤاد
تعليمات المشاركة
العرض الشجري