إنكارُ وجودِ الله: هل يعتبر هذا إنكارًا للربوبية؟
إنكارُ وجودِ الله: هل يعتبر هذا إنكارًا للربوبية؟
السؤال: الشيوعيون والمَلاحدة في عصرنا يُنكِرون وجودَ الله؛ ألا يعتبر هذا إنكارًا لتوحيدِ الربوبية، وخلاف ما قاله بعضُ أهل العلم : [أن] أحدًا مِن الكفار لم ينكر توحيدَ الربوبية ؟
الجواب :ذكر العلماءُ أن توحيدَ الربوبية أمرٌ معترَف به عند الأمم، وإنما أنكره شواذ مِن الناس لا عِبرة بهم، منهم المَجوسية، حيث قالوا: إن هناك إلَهَيْنِ: (النور والظلمة)، وأن النورَ أعظم مِن الظلمة، وأنه خَلق الخير، وأن الظلمةَ خالقةُ الشر.
وأما إنكارُ الآلهة بالكلية: فهذا قد قاله - مكابرةً - فرعون، وهكذا الفلاسفة الأقدمون والملاحدة مَعروفون بأنهم يَرَون الأفلاكَ آلهة، وأن لها حركتَها المعروفة.
لكن جمهورَ المشركين وعامتَهم يُقرُّون بالرب، وأن هناك ربًّا خلق ورزق، وهو في العلو ، وإنما تقربوا إليه بما فعلوا مِن الشركيات.
وكفارُ قريش أنكروا المعاد، وهم يُقِرون بأن الله ربَّهم وخالقهم، ولكنهم أشركوا في العبادة وأنكروا المعاد، {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيا}، وأنكروا الجنة والنار، فبعث اللهُ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - إليهم وإلى غيرهم مِن الجن والإنس بإرشادهم إلى الحق، وإنكار ما هم عليه مِن الباطل؛ فاتَّبعه مَن أراد اللهُ له السعادة، وكفر به الأكثرون كغيره مٍن الرسل - عليهم الصلاة والسلام -، كما قال الله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}، وقال تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. والآيات في هذا المعنى كثيرة.
[مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز - المجلد التاسع].
المفتي : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز