مشرف سابــق وبروفسور الفلسفة
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: تونس
المشاركات: 187
كفانا ... نريد صلحا يليق بمقام خير الامم
ملاحظة : كتب هذا النص منذ ثماني سنوات و نيف و لكن مضمونه يتماشى مع ما نعيشه لذلك اردت ان اشارك به حتى اعبر عما يشق كياني
[CENTER
]كفانا ... نريد صلحا يليق بمقام خير الأمم[/CENTER]
لماذا يحرج الساسة العرب أنفسهم و يعلنون عن عقد قمة طارئة؟ ماذا يمكن أن يضيف هذا اللقاء إلى ماهو موجود في الساحة من هموم؟هل ستعلن هذه القمة قرارات تاريخية؟
أسئلة عديدة ربما يستحضرها خيال كل مواطن عربي و هو يشاهد بعين دامعة و قلب حسير ما تشهده الأرض المقدسة من دمار رهيب تجاوز السواكن إلى العباد.
انتظارات عديدة من قمة سوف لن تقدم كالعادة حتى القليل لأنها إذا كانت متحمسة في اتخاذ موقف لكان انعقادها عاجلا إلى جانب إيماننا الراسخ بأن القرارات التاريخية إما أن تكون شخصية يأخذها بعض الشخصيات التاريخية أو تتكفل الشعوب في حد ذاتها في قطيعة عن ساستها إلى اتخاذ قرارات مصيرية تهم مستقبلها و وجودها.
شعبنا العربي في فلسطين يحاصر و يدمر و الرأي العام العالمي يسوده صمت رهيب و لحظة إقدام المقاومة في فلسطين أو لبنان على أسر جنود من العدو يهب الرأي العام العالمي و تتجه كل مواقع القرار نحو الأرض المحتلة لا خدمة للسلام بل دعما و محافظة على وجود الكيان الصهيوني الذي تحافظ به أمريكا و حلفاؤها على التوازن في منطقة الشرق الأوسط.
دماء تسيل و أطفال في عمر الزهور يقاومون بالحجارة نيران العدو و طائراته و لا شيء يهم و لحظة أسر بعض جنود الكيان يهب سولانا و ايفانوف و عنان و مادلين و حتى شيخهم كلنتون فكر في التحول إلى الأرض المحتلة لضرب عرفات و من وراءه سكان الأرض المحتلة على أيديهم حتى يكفوا عن إقلاق راحة الابن المدلل لأمريكا.
بعد كل هذا ماذا يمكن أن ننتظر من قمة العرب ربما خيرا تؤمنه الشعوب التي تظاهرت في مسيرات سلمية مساندة لسكان الأرض المحتلة و التي سعت إلى دعم الانتفاضة بكل ما أوتيت من سبل و وسائل.
يشتد الغليان الشعبي في كل ركن من الوطن العربي و معه تزداد قوة و حدة انتفاضة الشعب الفلسطيني و معه تزداد قوة سواعد أشبال الأقصى.يناشد الغليان الشعبي الإيقاع بكل أجناس السلام التي تفرض علينا نحن و التي عادة ما تكون منطلقة من مواقع قوة العدو و مكامن ضعفنا نحن ألم يحاولوا استغلال جنازتي كل من الملك الحسن الثاني و من قبله الملك حسين لتسوية الأوضاع في الأراضي العربية المحتلة ؟ألم يسعى كلنتون إلى عقد مؤتمر على هامش الاحتفال بالألفية حتى يؤلف سلاما على المقاس الأمريكي الصهيوني لكنه فشل لأن ابنه المدلل كان عنيدا و متوحشا و جبارا لا يعترف إلا بنهمه الشديد إلى الارتواء من دماء الأبرياء من جهة و لأن عرفات و لئن اختار المسار الديبلوماسي السياسي و التفاوضي فانه لا يمتلك مصير شعب بين يديه بل ليس في إمكانه سوى قيادة شعبه سلما أو حربا.
إن الرسالة التي يحملها الغليان الشعبي و التي سيعلنها من هنا إلى حدود انعقاد القمة المرتقبة هي التي ستحمل قادته و ساسته تنفيذها هي رفع لواء الجهاد. و الجهاد كما يعرفه العارفون أجناس فهو بالمال و السلاح و العتاد و حتى بالمساندة السلمية التي تبعث في نفوس أشبال الانتفاضة روحا تجعلهم يتقدمون إلى الأمام عراة الصدور لمواجهة قنابل و رشاشات و مدافع العدو الغاصب .
إن موائد سادتنا و أحلاف كبارنا لن تهدينا الحل الأنسب لأنها تقدم المصالح الذاتية على مصلحة الأمة و لأن سادتنا يقدمون الولاء الدائم لراعي نعمتهم حتى و إن كان يعبث بأعز ما لديهم في الوجود.
2000