العودة   نجاح نت > المنتديات العامة > المنتدى الاسلامي

المنتدى الاسلامي خاص بكل ما يتعلق بديننا الاسلامي من خطب ومحاضرات واناشيد إسلامية وكدلك أدعية وصور اسلامية وما اليه

 
أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 03-18-2009, 06:06 PM
  #1
turbo4
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 8
turbo4 is on a distinguished road
افتراضي بحث للتعريف بالنبى محمد (صلى الله علية وسلم ).

بحث للتعريف بالنبى (ص) :

دلائل نبوته .
رد شبهات أثيرت حوله (ص) .
شهادات المنصفين من غير المسلمين عن نبوته .



المقــدمــة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه وندين إليه بالخير كله ، ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن محمداً رسول الله (ص) خير من شهد لله وشهد على عباد الله ، فصلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله وصحبه وعلى من جاء بعده يحمل رسالته ويؤدى أمانته ويقف بين الناس موقفه إلى يوم الدين ..... وبعد
فهذا بحث يتحدث عن جوانب من دلائل نبوة رسول الله (ص) ، ومكانته وأثره ، وكشف الشبهات ودحض الافتراءات التى أثيرت حوله (ص) مع توضيح شهادات المنصفين من غير المسلمين عن نبوته ومكانته وأثره (ص) .
وبداية نقول : لقد سبقت بعثة رسول الله (ص) فترة غابت فيها الشرائع السماوية بضوابطها وثوابتها الشرعية ، وساد منطق القوة المفرطة غير المنضبطة فتكالب القوى ليعيش على قوت الضعيف ، والغنى على قوت الفقير فسادت لغة الهمجية وغاب عن الأرض النور الذى يرشد إلى سواء السبيل ، وتفرقت بالناس كل السبل ... فكانت بعثته (ص) فتحاً للأرض وإنقاذاً للبشرية ، ورحمة مهداة من الله تعالى للعالمين ، فانتصر للمبادئ والأخلاق وأخرج الناس من دياجير التخبط والسفه والضلال إلى سواطع اليقين والجلال والحكمة .
وفى هذه السطور لا يكفى حديث خاطف ، ولا عرض سريع لبيان ما يزخر به محمداً (ص) من عبقرية وروحانية ، وعلو قدر ورعة وسمو ، ومنعة وعظمة وعصمة و.......
ولعل دلائل نبوته (ص) تتمثل فى أسمى معانيها فى رسالته (ص) فرسالته خاتمة الرسالات ، ورسول الله (ص) خاتم المرسلين ، وهذا دليل محسوس وملموس على صدق رسالته ويقين نبوته نسوقه إلى أولئك المشككين الضالين المضلين الذين عطلوا العقل وألغوا التفكير – عن قصد وغير قصد – فأنكروا هذه الرسالة وشككوا فى كل ما جاء به محمداً وله ، فضلوا وأضلوا وانحرفوا وتجاهلوا وجهلوا وجحدوا ولذلك يقول الله فيهم عبر كل زمان ومكان  قَدْ نَعْلَمُ إِنّهُ لَيَحْزُنُكَ الّذِي يَقُولُونَ فَإِنّهُمْ لاَ يُكَذّبُونَكَ وَلَـَكِنّ الظّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ  (1) وهكذا يكشف الوحى عن المكر السىء ، وعمق المؤامرة التى يراد بها – حقداً من عند أنفسهم – إطفاء هذا النور ووقف مده الزاحف يضاهئون أقوال بعضهم بعضاً لأنهم خلفوا خلفاً يحمل راية الخداع والتضليل .... فما أحوجنا فى هذه الأيام  قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ  (2) – أن نتداعى إلى وحدة حقيقية قائمة نتماسك من خلالها ونتآلف بهذا الدين ، ونهتدى بهذه الأخلاق السامية التى علت على كل خلق عظيم حتى لا نصبح ( قصعة ) تتداعى عليه أيدى الأعداء ، وما ذالك إلا لأننا نسينا لقاء الله وكرهنا الموت ، وتعلقت قلوبنا بالدنيا فكان الوهن وكان الضعف .
وما أحرانا فى هذه المرحلة الحاسمة أن نستلهم دائماً سيرته (ص) الحافلة بكل جليل وجميل ما ندعم به مكانتنا ونثبت به عقيدتنا حتى نكون حقاً من أتباع محمد (ص) .
وهذا ما دفعنى إلى اختيار موضوع هذا البحث ، وقد هدفت من كتابته عدة أهداف منها :
1- بيان جانب من دلائل نبوته (ص) من إرهاصات النبوة تلك الخوارق التى صاحبت مولده (ص) – سواء قبل مولده ، أو عند ولادته أو فى طفولته – ثم توضيح جانباً من بعض ما أخبر من غيوب عن ربه تعالى ، ثم إلقاء الضوء على جانب من جوانب عظمته المتمثلة فى صدقه ، وأمانته وعزمه الصادق ، وتمتعه (ص) بصفات نفسية وأخلاق شخصية أهلته لحمل الرسالة ، ثم نجاحه المنقطع النظير فى أداء ما جاء به وله ، ثم دليل نبوته فى معجزته الحقيقية الباقية الخالدة أبد الدهر ( القرآن الكريم ) .
2- بيان بعضاً من الشبهات والمفتريات حول شخصية الرسول (ص) – وهى كثيرة – واكتفيت منها بكشف شبهاتهم حول غزواته وحروبه وحمله للسيف لقهر الناس لاعتناق الإسلام ، ثم الرد على هذه الفرية . ثم شبهاتهم حول عصمته (ص) ، وأن القرآن ما هو إلا من تأليفه وليس وحياً يوحى والرد عليها .
3- بيان بعض أقوال المنصفين من غير المسلمين حول شخصيته (ص) ومكانته وأثره وهى أقوال نستأنس بها لنقيم الحجة عليهم وعلى منكرى الرسالة .

- خطة البحث :
تتكون خطة البحث فى الموضوع إلى مقدمة ، وتمهيد ، وفصلين ، وخاتمة .
أما المقدمة قد ضمنتها : سبب اختيار الموضوع ، وأهميته ، وخطة البحث ، ومنهج البحث فيه .
أما التمهيد فيشتمل على ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : دلائل النبوة .. آيات الأنبياء عن نبوتهم .
المبحث الثانى : دعوة الرسول (ص) حلقة من حلقات الدعوة إلى الله تعالى .
المبحث الثالث : الله تعالى يؤيد الصادق ويمكن له .
أما الفصول فهى :
الفصل الأول : من دلائل نبوة الرسول (ص) .
ويشتمل على تمهيد وثلاثة مباحث :
المبحث الأول : الإرهاصات .
المبحث الثانى : إخباره (ص) بغيوب كثيرة وقعت كما أخبر عنها عن الله تعالى .
المبحث الثالث : عظمة محمد (ص) : والتى تتمثل فى :
أولاً : أن الرسول (ص) عند معاصريه ذو عزم صادق .
ثانياً : تمتعه (ص) بصفات نفسية وأخلاق شخصية أهلته لحمل الرسالة .
ثالثاً : نجاحه (ص) فيما جاء به وله .
رابعاً : أن محمداً (ص) جاء بمنهج دائم للعالم كافة ( القرآن الكريم ) .
الفصل الثانى : شبهات المشككين وشهادات المنصفين غير المسلمين .
ويشتمل على تمهيد ومبحثين :
المبحث الأول : شبهات المشككين حول رسول الله (ص) والرد عليها .
ويشتمل على :
أولاً : شبهاتهم حول غزوات الرسول (ص) والرد عليها .
ثانياً : شبهاتهم حول أن الرسول (ص) هو مؤلف القرآن والرد عليها .
المبحث الثانى : شهادات المنصفين غير المسلمين على شخصية الرسول (ص) .
أما الخاتمة : فتتضمن أهم نتائج البحث ، وقائمة المراجع والمصادر ثم قائمة الفهرست .
- وكان منهجى فى البحث ما يلى .
1- الاعتماد – بعد على عون الله تعالى – على الكثير من المراجع بمصادرها الأصلية للتأكد من صحة الروايات والأحاديث وعزوتها إلى مصادرها الأصلية من كتب السنة المعتمدة .
2- لم أهمل المصادر الحديثة ففيها من الرؤى والتحليلات ما أتاح لى الاستفادة الكبيرة منها والتزمت عند النقل من أى مصدر إلى الإشارة إليه والى صفحته وطبعات المرجع إن أمكن .
3- بينت مواضع الآيات التى وردت بذكر السورة ورقم الآية .
4- ما عرضته من شبهات وطعون أعداء الإسلام فإنى قرنت ذلك بالرد الذى يبين تلك الشبهات والمطاعن معتمداً على القرآن والسنة المطهرة وكلام أهل العلم والأدلة العقلية وقد استأنست أيضاً بأقوال بعض المنصفين غير المسلمين لنقيم الحجة الكاملة عليهم .
التمهيد :
ويشتمل على ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : دلائل النبوة .. آيات الأنبياء عن نبوتهم .
المبحث الثانى : دعوة الرسول (ص) حلقة من حلقات الدعوة إلى الله .
المبحث الثالث : الله تعالى يؤيد الصادق ويُمكن له .



المبحث الأول
دلائل النبوة ... آيات الأنبياء عن نبوتهم
أولاً : تعريف الدلائل :
- لغة : الدليل ما يستدل به (1) ، وما يتوصل به إلى معرفة الشيء (2) .
- وفى الاصطلاح : هو الذى يلزم من العلم به العلم بشيء آخر (3) ، فالشيء الأول هو الدال ، والثانى هو المدلول والدليل هو الآية والبرهان التى يلزم وجودها وجود المدلول عليه فإذا وجدت آية وعلامة تدل على النبوة لزم وجود نبى ، ولزم الإيمان به .
يقول ابن تيمية : " .. ثم إن كان عُرِفَ أن محمداً رسول الله بنصوصه المتواترة ، كفاه ذلك ، وإن كان لم يقر بنبوته احتاج إلى مقدمة ثانية ، وهو الإيمان بأنه رسول الله ، لا يقول على الله إلا الحق ، ويذكر له من دلائل النبوة وأعلامها ما يعرف به ذلك ، فيهتدى إن كان طالب علم ، وتقوم عليه الحجة إن لم يكن كذلك . (4)
وآيات الأنبياء هى أدلة صدقهم ، وبراهين من الله ، تتضمن إعلام الله لعباده وإخباره ، فالدليل وهو الآية ، والعلامة لا تدل إلا إذا كان مختصاً بالمدلول عليه مستلزماً له ، وهى أقوى من القول ، فلا يتصور أن تكون آيات الرسل إلا دالة على صدقهم ، ومدلولها أنهم صادقون .
ودلائل نبوة الرسول (ص) لها آثار مستلزمة لها ، وبدون إخبار النبى بأنه نبى ، بل متى اختصت به ، وهى من خصائصه ، كانت آية له سواء وجدت قبل ولادته ، أو بعد موته ، أو على يد أحد من الشاهدين له بالنبوة . فكل هذه من آيات النبوة . (5)
ولآيات الأنبياء عن نبوتهم طرقاً متعددة ، دلالتها إما تعلم بالضرورة ، أو بالنظر والاستدلال ، يقول ابن تيمية (6) : كلا القولين صحيح ، فإنه يحصل بها علم ضرورى ، والأدلة النظرية تواق ذلك وكذلك كثير من الأدلة والعلامات والآيات من الناس من يعرف استلزامها للوازمها بالضرورة ويكون اللزوم عنده بيناً لا يحتاج فيه إلى وسط ودليل ، ومنهم من يفتقر إلى دليل ووسط يبين له أن هذا الدليل مستلزم لهذا الحكم اللازم له ... فقد يجيء المخبر إليهم بخبر يصرف كثير منهم صدقه أو كذبه بالضرورة لأمور تقترن بخبره ، وآخرون يشكون فى هذا ثم قد يتبين لبعضهم بأدلة ، وقد لا يتبين ، وكثير من الناس يعلم صدق المخبر بلا آية البتة ، بل إذا أخبره وهو خبير بحاله أو بحال ذلك المخبر به أو بهما ، علم بالضرورة : إما صدفة ، وإما كذبه .
فالنبى (ص) كما ذكر حاله لخديجة (رضى الله عنها ) ، وذهبت إلى ورقة بن نوفل وكان عالماً بالكتاب الأول وذكر له النبى (ص) ما يأتيه يحكم بأنه صادق . ويقول : هذا الناموس الذى كان يأتى


موسى فالرسول (ص) معلوم عنه أنه أصدق الناس ، وهذه وحدها آية على نبوته ، ثم جاءت آية آخرى وهو جبريل أو " الناموس " علامة ودليل آخر على نبوته أيضاً ، فإذا كان العلم بصدقه (ص) بلا آية قد يكون علماً ضرورياً ، فكيف بالعلم بكون الآية علامة على صدقه ، وجميع الأدلة لابد أن تعرف دلالتها بالضرورة .
ولهذا لا يوجد أحد قدح فى نبوته (ص) إلا أحد رجلين : إما جاهل لا يعرف صدقه وأمانته وإما معاند متبع لهواه وهو عامة من كذبوه فى حياته .
فمن يعرفون النبى (ص) وكذبوه ، وكان تكذيبهم من باب ألا تذول رئاستهم أو مكانتهم ، ولذلك لم يكن التكذيب لقيام حجة منهم تدل على كذبه (ص) ولكن المكذب مفتر بلا علم ولا حجة ولا برهان ولذلك قال عنهم القرآن  فَإِنّهُمْ لاَ يُكَذّبُونَكَ وَلَـَكِنّ الظّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ  (1)
ودلائل النبوة قسمان : (2)
الأول : الحالات التى سميت بالإرهاصات ، وهى الحوادث الخارقة التى وقعت قبل النبوة ، ووقت الولادة
الثانى : دلائل أخرى تنقسم إلى قسمين :
أحدهما : الخوارق التى ظهرت بعده (ص) تصديقاً لنبوته .
ثانيهما : الخوارق التى ظهرت فى فترة حياته المباركة ، وهذا أيضاً قسمان .
الأول : ما ظهر من دلائل النبوة فى شخصه وسيرته وصورته وأخلاقه وكمال عقله .
الثانى : ما ظهر منها ى أمور خارجة عن ذاته الشريفة ، أى فى الآفاق والكون وهذا أيضاً قسمان : قسم معنوى وقرآنى ، وقسم مادى وكونى .
والقسم المادى والكونى قسمان :
القسم الأول : المعجزات التى ظهرت خلال فترة الدعوة النبوية ، وهى إما لكسر عناد الكفار ، أو لتقوية إيمان المؤمنين كانشقاق القمر ، ونبعان الماء من بين أصابعه الشريفة ، وإشباع الكثير بطعام القليل ، وتكلم الحيوان ، والشجر ، والحجر ........
القسم الثانى : الحوادث التى أخبر عنها (ص) قبل وقوعها – بما علمه الله سبحانه – وظهرت تلك الحوادث وتكررت كثيراً . أ . هـ .
إلا أن المعجزات الحية الباقية حتى يومنا هذا هى إنجازات الرسول (ص) ، وما أتى من تشريعات صالحة لكل زمان ومكان ، وكما قال المستشرق الانجليزى يورسورث اسمث ( 1815 – 1892 ) : أن المعجزة الخالدة التى أداها محمد (ص) هى القرآن والحقيقة إنها كذلك ... وإن أعظم ما هو معجزة فى محمد نبى الإسلام أنه لم يّدع القدرة على الإتيان بالمعجزات وما قال شيئاً إلا فعله وشاهد منه فى الحال أتباعه ، ولم ينسب إليه الصحابة معجزات لم يأتها أو أنكروا مبدأ صدورها منه ، فأى برهان أقطع من ذلك ؟ (3) .




المبحث الثانى
دعوة الرسول (ص) حلقة من حلقات الدعوة إلى الله
إن الأمة الإسلامية لها رسالة تدعو إلى الله على بصيرة ، ومنهج دعوتها لها مبادئ وأصول وقواعد تحدد المنهج الذى جاء به محمد (ص) والذى لم يخرج عن دعوات الأنبياء السابقين بل سائرة قى طريقهم ، متعقبة آثارهم ولذلك يقول سبحانه :  قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مّنَ الرّسُلِ وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتّبِعُ إِلاّ مَا يُوحَىَ إِلَيّ وَمَآ أَنَاْ إِلاّ نَذِيرٌ مّبِينٌ  (1) .
فكان آدم نبياً مرسلاً كما أخبر بذلك الرسول (ص) من حديث أبى ذر قال : قلت يا رسول الله أى الأنبياء كان أول ؟ قال : " آدم . قلت : يا رسول الله ونبى كان قال : " نبى مكلم " (2) .
ثم كانت ذريته من بعده دعوتهم جميعاً – بما فيها دعوة محمد (ص) – هى الإسلام بمفهومه العام ، والاستسلام لله ، وإخلاص العبادة له سبحانه بشقيها الطاعة والنسك ، أو الشرائع والشعائر لم يخالف محمد (ص) الرسل والأنبياء فى أصل الدعوة إلى الله .
ففى القرآن الكريم جاء التعبير عن الرسالات جميعاً بأنها كتاب واحد :
قال سبحانه :  وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ  (3)
وقال سبحانه :  إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ  (4)
وقال سبحانه :  وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ  (5)
فليس هناك تعدد أديان ولكن تعدد رسالات ، ولذلك لما كذب قوم نوح نبيهم قال الله تعالى فى شأنهم :  كَذّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ  (6) فقوم نوح لم يكذبوا إلا نبيهم نوح – عليه السلام – ولكن القرآن اعتبر تكذيبهم لنوح تكذيباً للرسل جميعاً . (7)
وهو دين إبراهيم – عليه السلام - :  وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبّنَا تَقَبّلْ مِنّآ إِنّكَ أَنتَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ  رَبّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرّيّتِنَآ أُمّةً مّسْلِمَةً لّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنّكَ أَنتَ التّوّابُ الرّحِيمُ  (8)
ودين يعقوب وبنيه من بعده :  وَوَصّىَ بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيّ إِنّ اللّهَ اصْطَفَىَ لَكُمُ الدّينَ فَلاَ تَمُوتُنّ إَلاّ وَأَنْتُم مّسْلِمُونَ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـَهَكَ وَإِلَـَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ  (9)


ودين موسى :  وَقَالَ مُوسَىَ يَقَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكّلُوَاْ إِن كُنتُم مّسْلِمِينَ  (1)
ودين عيسى :  فَلَمّآ أَحَسّ عِيسَىَ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِيَ إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللّهِ آمَنّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنّا مُسْلِمُونَ  (2)
ولذلك يقول الرسول (ص) من منطلق أن الدين واحد والدعوة واحدة وإن تعددت الرسالات : " أنا أولى الناس بابن مريم ، والأنبياء أولاد علات (3) ، ليس بينى وبينه نبى " (4) .
وفى رواية لمسلم : " أنا أولى الناس بعيسى بن مريم فى الأولى والآخرة . قالوا : كيف يا رسول الله ؟ قال : الأنبياء إخوة من علات ، وأمهاتهم شتى ، ودينهم واحد ، ليس بيننا نبى " فكانت رسالة الأنبياء جميعاً الإسلام الذى يخاطب الفطرة السليمة بالحجة والبرهان ، دون سلطان يجبر الناس على الإيمان وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لاَمَنَ مَن فِي الأرْضِ كُلّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النّاسَ حَتّىَ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ  (5) فمن اتبع الهدى كان من المفلحين ، ومن أعرض كان عليه تبعة إعراضه .
ومحمد (ص) لم يكن فى حاجة إلى السنان بل إلى البيان بكلمات هادئة وطيبة ولكنها قذائف حق أشد أثراً وتأثيراً من ضربات السيف تسقط معها حجج المكذبين ، وشبهات المفترين  بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمّا تَصِفُونَ  (6) ثم بعد ذلك  فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ  (7) وهذه إرادة الله الخالق فى خلقه  وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ  (8)





المبحث الثالث
الله يؤيد الصادق ويمكن له
إن من سنن الله تعالى أنه يملى للظالم فإذا أخذه لم يفلته ، فالله تعالى لا يحب الظالمين ، ولا يحب الكاذبين ، ولا يصلح عمل المفسدين :  إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ  (1)
والقرآن الكريم دل على أنه – سبحانه وتعالى – لا يؤيد الكذاب ، بل لابد أن يظهر كذبه وخاصة إذا كان يكذب على الله ، وينتقم منه ونذكر من ذلك :
أولاً : قوله سبحانه :  وَلَوْ تَقَوّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ  ثُمّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ  فَمَا مِنكُمْ مّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ  (2) .
فالله تعالى يذكرهم بأن هذا النبى (ص) لو كان كاذباً لم يمكن له فى الأرض ، ولا ينصر على الأعداء ، وهذه أدلة عقلية تخاطب العقول إن كانت تعى ! فكيف يمكن الله لمن كذب عليه ؟ وكيف ينصر الله من زعم أن الله أرسله ؟ أى : لو كان كاذباً على الله لقصمه ولم يمكن له ولم ينصره . (3)
ثانياً : قوله سبحانه :  أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ كَذِباً فَإِن يَشَإِ اللّهُ يَخْتِمْ عَلَىَ قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقّ الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ إِنّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصّدُورِ  (4) .
يقول الإمام ابن تيمية فى " النبوات " : قد بين – الله تعالى – أنه لابد أن يمحو الباطل ن ويحق الحق بكلماته ، فإنه إذ أنزل كلماته دل بها على أنه نبى صادق إذا كانت آية له ، وبين بها الحق من الباطل ، وهو أيضاً يحق الحق ويبطل الباطل بكلماته التى تكون بها الأشياء ، فيحق الحق بما يظهره من الآيات ، وما ينصر به أهل الحق كما تقدمت كلمته بذلك . (5)
ثالثاً : قوله تعالى :  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ اللّهُ  (6)
فهذا يقتضى أن كل ما أنزله الله على أوليائه فهو معجز ، لا يقدر عليه إلا الله ، كالتوراة ، والإنجيل ... وهذا حق ، فإن فى ذلك من أنباء الغيب ما لا يعلمه إلا الله ، وفيه أيضاً : من تأييد الرسل بذلك فلا يقدر على أن يرسل بتلك الرسالة إلا الله ، فلا يقدر أحد أن يُنزل مثل ما انزل الله على نبيه ، فيكون به مثل الرسول ولا أن يرسل به غيره . (7)
وهذا دليل قاطع على صدق دعوته (ص) وبرهان واضح على دليل نبوته لأنه إلى الآن لم يوجد أحد أوحى إليه إلا محمد (ص) بعد عيسى عليه السلام ، ولم يوجد أحد أنزل مثل ما أنزل الله . وإذا جاء من يقول ذلك كان من أظلم الناس وأكذبهم .




الفصـل الأول
من دلائل نبوة رسول الله (ص)

ويشتمل على تمهيد وثلاثة مباحث :
المبحث الأول : الإرهاصات .
المبحث الثانى : إخباره (ص) بغيوب كثيرة وقعت كما أخبر عنها عن الله تعالى .
المبحث الثالث : عظمة محمد (ص) .
والتى تتمثل فى :
أولاً : أن الرسول (ص) عند معاصريه ذو عزم صادق .
ثانياً : تمتعه بصفات نفسية وأخلاق شخصية أهلته لحمل الرسالة .
ثالثاً : نجاحه (ص) فيما جاء به وله .
رابعاً : أن محمداً (ص) جاء بمنهج دائم للعالم كافة " القرآن الكريم " .




تمهيد :
إن رسالة الرسول (ص) ليست فى حاجة إلى دليل يقام عليها من خارجها بحيث إن لم يوجد الدليل الخارجى بطلت هذه الرسالة – وحاشى لله أن تكون كذلك – لأن هذه الرسالة العظيمة الخالدة دليلها فيها ، فهى حقيقة قائمة بذاتها غنية عما سواها ، خالدة وصالحة ومصلحة لكل زمان ومكان ، وباقية أبد الدهر وهذا دليل صدقها . فكل الأنبياء مضوا ولم يبق من أدلة صدقهم إلا ما جاء فى " القرآن الكريم " حيث شهد لهم بالرسالة والصدق والوفاء وأنهم أنبياء الله المكرمون .
فلا يظن ظان أننا حين نتحدث عن دلائل النبوة لمحمد (ص) ، أننا نبحث عن أدلة نحن فى حاجة إليها لإثبات صدقه (ص) وصدق رسالته ولكننا نقيم الحجة على من ينكر رسالته ونضع بين يديه أدلة مما ألفها وعرفها وقرأ عنها بل ويعيش واقعها .
ومن هذه الأدلة : الإرهاصات ، وإخباره (ص) بغيوب كثيرة وقعت كما أخبر بها عن الله تعالى ، ثم عظمته (ص) المتمثلة فى أنه كان ذو عزم صادق عند معاصريه مما دعا أهل العقول الراجحة للإيمان به ، وتمتعه (ص) بصفات نفسية وأخلاق شخصية أهلته لحمل الرسالة ، ونجاحه فى تحقيق ما جاء به من رسالة ، وإتيانه بمنهج وشريعة تصلح لكل زمان ومكان دائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهذا المنهج هو " القرآن الكريم " .






المبحث الأول
الإرهــــاصــــــــات
والإرهاصات هى الحوادث الخارقة للرسول (ص) سواء قبل مولده " عهد الفترة " ، أو عند مولده أو فى طفولته (ص) أو ما أخبرت به الكتب القديمة عن مجيئه وأوصافه .
أولاً : إرهاصات " عهد الفترة " :
وتتمثل هذه الفترة بإخبار الكهان عن مجيئه (ص) فقد أعلنوا عنه أمام الملأ ، وتركوا أخبارهم لنا فى أشعارهم وسيرهم . ومن هذه الأخبار : (1)
1- ما رآه الملك تبع – من ملوك اليمن – من أوصاف الرسول (ص) فى الكتب القديمة ، وأعلن به شعراً يقول فيه : شهدت على أحمد أنه رسول الله بارى النسم
فلو مُدّ عمرى إلى عمره لكنت وزيراً له وابن عم
2- ما رآه سيف بن ذى يزن – أحد ملوك اليمن – فى الكتب السابقة من أوصاف الرسول (ص) وآمن به واشتاق إليه ، وعندما ذهب جد النبى (ص) – عبد المطلب – إلى اليمن مع قافلة قريش دعاهم الملك وقال لهم : إذا ولد بتهامة – أى الحجاز – ولد بين كتفيه شامة كانت له الإمامة وإنك عبد المطلب جده .
3- الرؤيا التى رأها كسرى – ملك الفرس – من انشقاق شرفات إيوانه الأربعة عشر وسقوطها فبعث عالماً اسمه " مويزان " ليسأل الكاهن سطيحاً (1) عن حكمة هذه الرؤيا ، فأرسل إلى كسرى كلاماً معناه : سيحكم فيكم أربعة عشر ملكاً ثم ستمحى سلطتكم وتزال دولتكم وسيأتى من يظهر ديناً جديداً ، فيكون سبباً فى زوال دينكم ودولتكم .
ثانياً : الآيات والحوادث التى ظهرت عند مولده وفى طفولته (ص) :
والتى يعد كل منها معجزة من معجزاته (ص) وهى كثيرة نورد منها :
1- ما رأته أمه من النور الذى خرج معه عند ولادته :
عن العرباص بن سارية صاحب رسول الله (ص) أنه قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : " إنى عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل فى طينتة وسأخبركم بتأويل ذلك . أنا دعوة إبراهيم وبشارة عيسى ، ورؤيا أمى التى رأت حين وضعت نوراً أضاءت له قصور الشام وكذلك أمهات النبيين يرين " (2)
يقول الإمام البيهقى : وقوله إنى عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل فى طينتة يريد به أنه كان كذلك فى قضاء الله وتقديره قبل أن يكون أبو البشر وأول الأنبياء (ص) .
وقوله : دعوة إبراهيم . يريد به أن إبراهيم لما أخذ فى بناء البيت دعا الله تعالى أن يجعل ذلك البلد آمناً ويجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ويرزقهم من الثمرات والطيبات ثم قال :  رَبّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكّيهِمْ إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ  (3) فاستجاب له الله دعاءه فى نبينا وجعله الرسول الذى سأله إبراهيم ودعاه أن يبعثه فى أهل مكة ولذلك قال الرسول (ص) أنا دعوة إبراهيم .
وأما قوله : " بشارة عيسى عليه السلام " فهو أن الله تعالى أمر عيسى فبشر به قومه بنو إسرائيل قبل أن يخلق  وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُم مّصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيّ مِنَ التّوْرَاةِ وَمُبَشّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمّا جَاءَهُم بِالْبَيّنَاتِ قَالُواْ هَـَذَا سِحْرٌ مّبِينٌ  (4) .
وأما قوله : " ورؤيا أمى التى رأت " : كانت آمنة بنت وهب أم رسول الله (ص) تحدث أنها أُتيت حين حملت بمحمد فقيل لها إنك قد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع إلى الأرض فقولى : أعيذه بالواحد الأحد من شر كل حاسد من كل بر عاهد وكل عبد رائد يرود غير رائد فإنه عبد الحميد الماجد حتى أراه قد أتى المشاهد . قال آية ذلك أن يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام فإذا وقع فسميه محمداً فإن اسمه فى التوراة أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض واسمه فى الإنجيل أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض واسمه فى الفرقان محمد فسميه بذلك . (5)
2- غيض بحيرة ساوة التى كانت تُقدس ، وخمود نار فارس وكان لها ألف عام لم تخمد حيث كانت توقد فى اصطخرأباد ويعبدها المجوس .
3- اضطراب اليهود لولادته : ففى رواية عائشة ( رضى الله عنها ) أنها قالت : كان يهودى قد سكن بمكة فلما كانت الليلة التى ولد فيها رسول الله (ص) قال : يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود ؟ قالوا : لا نعلم . قال : انظروا فإنه ولد فى هذه الليلة نبى هذه الأمة بين كتفيه علامة . فانصرفوا فسألوا فقيل لهم قد ولد لعبد المطلب غلاماً فذهب اليهودى معهم إلى أمه فأخرجته لهم فلما رأى اليهودى العلامة خر مغشياً عليه وقال : ذهبت النبوة من بنى إسرائيل . يا معشر قريش أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب . (1)
4- حادثة الفيل التى حكى عنها القرآن الكريم . وهى لم تكن من حوادث ليلة مولده (ص) ولكنها كانت فى العام الذى ولد فيه محمد (ص) .
- وهناك من الآيات والمعجزات التى صاحبته فى طولته منها :
1- إظلال الله له بالغمام فى سفره مع ميسرة فى تجارة خديجة (رضى الله عنها ) إلى الشام .
2- أنه كان إذا أكل مع عمه أبو طالب وآله شبعوا ورووا ، وإذا غاب فأكلوا فى غيبته لم يشبعوا . وقالت أم أيمن ( رضى الله عنها ) حاضنته ومولاته : ما رأيته شكى جوعاً ولا عطشاً صغيراً ولا كبيراً.
3- البركة التى حصلت لآل بيت " حليمة السعدية " مرضعة الرسول (ص) . وهى حادثة مشهورة .
ثالثاً : ما أخبرت به الكتب القديمة عن مجيئه وأوصافه (ص) :
1- اعتراف بحيرا الراهب بأوصافه (ص) عندما ذهب محمد (ص) مع عمه أبى طالب إلى الشام وهو ابن اثنى عشر عام ، فصنع بحيرا طعاماً لقريش ، ثم نظر وإذا بالغمامة التى تظل القافلة باقية فى مكانها . قال : فالذى أريده إذاً مازال باقياً هناك فأرسل إليه من يأتى به (ص) . وقال لعمه أبى طالب : عد به إلى مكة ، فاليهود حساد يكيدون له ، فإنا نجد أوصافه فى التوراة .
2- ما رواه البخارى من طريق عطاء بن يسار قال : لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت : أخبرنى عن صفة رسول الله (ص) فى التوراة . قال :" أجل والله إنه لموصوف فى التوراة ببعض صفته فى القرآن : يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأميين ، أنت عبدى ورسولى ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب فى الأسواق ، ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا لا اله إلا الله ، ويفتح بها أعيناً عمياً ، وآذاناً صُماً ، وقولوباً غلفاً " (2)
وإذا كانت رسالة الرسول (ص) دليل صدقها فيها - لأنها مستمدة من رب العالمين سبحانه وتعالى – فإن وجود البشارات فى الكتب السابقة لدليل يقيم الحجة على من أنكر هذه الرسالة ، فقد تعددت البشارات بمحمد (ص) رسول الإسلام فى التوراة والإنجيل ، ولكن أصحابها أزالوا عنها كل معنى صريح ، وصيروا نصوصاً
احتمالية تسمح لهم بصرفها عنه (ص) ومع هذا فقد بقيت بعد تعديلها وتحريفها قوية الأدلة على معناها الأصلى من حملها على رسول الله (ص) لأن حملها على غيره متعذر أو متعسر أو محال . (1)
بشارات العهد القديم :
والعهد القديم الذى يؤمن به اليهود والنصارى على أنه كلام الله ، أما العهد الجديد فهو الذى يؤمن به النصارى وحدهم على أنه كلام الله .
والعهد القديم أو ما يسمى بـ " الكتاب المقدس " عبارة عن موسوعة تضم أسفاراً أصغر تبلغ ستاً وستين منها : سفر التكوين ، والخروج ، والعدد ، والتثنية ، وأشعياء .... وغيرها .
ففى سفر أشعياء وردت رواية بدء الوحى على محمد (ص) الذى يقول : " فى الكتاب المنزل إليه ، الأمى ، قل : اقرأ يقول : ما أنا بقارئ " أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له اقرأ هذا فيقول لا أعرف الكتابة . (2)
وفى كتاب التثنية ( 18 : 18 ) الذى يقول : " أقيم لهم نبياً من وسط أخوتهم مثلك واجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيهم به " وهذا يؤكد قوله تعالى :  قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّن بَنِيَ إِسْرَائِيلَ عَلَىَ مِثْلِهِ  (3) (4) .
وورد فى سفر التثنية أيضاً : الإصحاح (133) الفقرات ( 1- 2 ) : " وهذه هى البركة التى بارك بها موسى رجل الله بنى إسرائيل قبل موته " فقال : " جاء الرب من سيناء ، وأشرق لهم من ساعير ، وتلألأ من جبل فاران " .
وفى هذا النص إشارة إلى ثلاث نبوات :
الأولى : نبوة موسى عليه السلام التى تلقاها على جبل سيناء .
الثانية : نبوة عيسى عليه السلام وساعير هى قرية مجاورة لبيت المقدس ، حيث تلقى عيسى أمر رسالته.
الثالثة : نبوة محمد (ص) وجبل فاران هو المكان الذى تلقى فيه محمد (ص) أول ما نزل عليه من الوحى ، وفاران هى مكة المكرمة مولد ونشأة الرسول (ص) ، وجبل فاران هو جبل " النور " الذى به غار حراء الذى تلقى فيه الرسول (ص) بدء الوحى .
وترتيب الأحداث الثلاثة فى العبارة المذكورة : جاء من سيناء ، وأشرق من ساعير ، وتلألأ من فاران هذا الترتيب الزمنى دليل على أن " تلألأ من فاران " تبشير قطعى برسول الله (ص) (5) .
وفى الفصل الحادى عشر من سفر التثنية أن موسى عليه السلام قال لبنى إسرائيل : " إن الرب إلهكم يقيم نبياً مثلى من بينكم ، ومن إخوتكم فاسمعوا له " وقد ورد فى هذا الإصحاح ما يؤكد هذا القول ويوضحه وهو قول الله لموسى – حسب ما تروى التوراة - :" أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك ، وأجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ، ويكون أن الإنسان الذى لا يسمع لكلامى الذى يتكلم به باسمى أنا أطالبه – أو أنا أنتقم منه " (1)
- وهذه البشارة تنطبق على محمد (ص) من وجوه نذكر منها :
1- اليهود مجمعون على أن جميع الأنبياء الذين كانوا فى بنى إسرائيل من بعد موسى لم يكن فيهم مثله . والمراد بالمثلية هنا أن يأتى بشرع خاص تتبعه عليه الأمم من بعده ، وهذه صفة محمد (ص) لأنه من إخوتهم – أى من العرب – وقد جاء بشريعة ناسخة لجميع الشرائع السابقة ، وتبعته الأمم عليها ، فهو كموسى ، هذا فضلاً عن أن لفظه ( من بينهم ) الواردة فى البشارة قد أكدت وحددت الشخص المراد : فموسى قد جاء بشريعة وكل من جاء من بعده من بنى إسرائيل لم يكن واحد منهم صاحب شريعة وإنما كانوا على شريعة موسى عليه السلام حتى عيسى عليه السلام جاء متمماً ومعدلاً ومجدداً الدعوة على هدى شريعة موسى ولذلك فلا مثلية بين هؤلاء الأنبياء وإنما المثلية تتحقق لصاحب شريعة لها سلطانها الخاص بها مثلما كانت لموسى وهى بلا شك شريعة الإسلام وصاحبها محمد (ص) . (2)
2- أن النص يدل على أن النبى الذى يقيمه الله لبنى إسرائيل ليس من نسلهم ولكنه من إخوتهم فكل نبى بعث من بعد موسى كان من بنى إسرائيل وآخرهم عيسى عليه السلام ولم يبق من إخوتهم – أى العرب – غير محمد (ص) .
- بشارات العهد الجديد :
وبشارات الأناجيل والرسائل – العهد الجديد – تعلن أحياناً فى صورة الوعد بملكوت الله وملكوت السماوات ، وأحياناً أخرى بالروح القدس ، ومرات باسم المعزَّى (3) أو الفارقليط أو الباركليت وهى كلمة يونانية تعنى بالعربية أحمد أو محمداً أو محمود فمعناها يدور حول الحمد ومشتقاته المشار إليها .
وكذلك لها من المعانى الأخرى فى القواميس كالناصر ، والمنذر ، والداعى ... يذكر يوحنا – صاحب رابع الأناجيل – بشارات الرسول (ص) فى مواضع متعددة من إنجيله . ومن ذلك ما يرويه عن المسيح عليه السلام : " الذى لا يحبنى لا يحفظ كلامى ، والكلام الذى تسمعونه ليس لى بل للأب الذى أرسلنى . بهذا كلمتكم وأنا عندكم . وأما المعزَّى الروح القدس ؛ الذى سيرسله الأب باسمى فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بما قلته لكم (4) .
كما يروى يوحنا قول المسيح مع تلاميذه : " إنه خير لكم أن أنطلق . إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى

ولكن إن ذهبت أرسله إليكم ، ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطية ، وعلى بر وعلى دينونة " (1) .
ويروى كذلك قول المسيح لتلاميذه : " وأما إذا جاء روح الحق ، فهو يرشدكم إلى جميع الحق ، لأنه لا يتكلم من نفسه ، بل كل ما يسمع يتكلم به ، ويخبركم بأمور آتية ... " (2)
- ومن هذه الروايات يصف المسيح عليه السلام المعزى وهو – محمد (ص) بأوصاف منها :
1- إنه يعلم الناس كل شىء . وهذا معناه شمول رسالته لكل مقومات الإصلاح فى الدنيا والدين . وذلك هو الإسلام .
2- إنه يبكت العالم على خطية ، والشاهد هنا كلمة " العالم " وهذا معناه أيضاً شمول الإسلام لكل أجناس البشر ، عرباً وعجماً ، فى كل زمان ومكان ، ولم توصف شريعة بهذا إلا الإسلام .
3- إنه يخبر بأمور آتية ، ويذكر بما مضى ، وقد تحقق هذا فى رسالته (ص) . (3)




المبحث الثانى
إخباره (ص) بغيوب كثيرة وقعت كما أخبر بها عن الله تعالى
إن هناك كثيراً من الأخبار الغيبية الصادقة أخبر بها الرسول (ص) لتكون دليلاً وبرهاناً ومعجزة على صدق رسالته ، وأنه لا ينطق عن الهوى . وهذه الغيوب ولأجل الوصول إلى إدراك حقيقتها – كما يقول بديع الزمان – إدراكاً كاملاً يجب أن نضع بين يديها أسساً مقدمة لها :
أولاً : أن الله تعالى أرسل محمداً بشراً رسولاً ليكون بأعماله وحركاته كلها إماماً ومرشداً للبشر كافة ، وفى أحوالهم كافة ليحقق لهم بها سعادة الدنيا والآخرة ، وليبين لهم خوارق الصنعة الربانية وتصرف القدرة الإلهية فى الأمور المعتادة . ولو كان محمداً (ص) فى جميع أحواله وأفعاله خارقاً للعادة ، خارجاً عن طور البشر ، لما تسنى له أن يكون أسوة يقتدى بها ، وما وسعه أن يكون بأفعاله وأحواله وأطواره إماماً للآخرين ؛ لذا ما كان يلجأ إلى إظهار المعجزات إلا بين حين وآخر عند الحاجة ، إقراراً لنبوته أمام كفر المعاندين ، وكذلك لتثبيت إيمان المؤمنين .
ثانياً : أن سر الامتحان والتكليف يقتضيان فتح مجال الاختيار أمام العقل دون سلب الإرادة منه ليسلم من أسلم عن بينة .
ثالثاً : أن الرسول (ص) بشر ولم يخرج عن بشريته وهو مبلغ لرسالة ربه ، وناطق أمين باسم الله تعالى ، ورسالته تستند إلى حقيقة الوحى – سواء الوحى الصريح كالقرآن وبعض الأحاديث القدسية من دون أن يكون له (ص) تصرف أو تدخل منه ، أو وحى ضمنى يستند إلى الوحى والإلهام وتصويره يعود إلى الرسول (ص) – ولذلك فهو لا يعلم الغيب ما لم يُعلَّمه الله تعالى وما أخبر عنه (ص) من حوادث مستقبلية إنما بوحى وإلهام من الله سبحانه وتعالى .
رابعاً : أن قسماً من حوادث المستقبل التى أخبر عنها الرسول (ص) هو حوادث كلية ، تتكرر فى أوقات مختلفة ، وليس بحادثة جزئية مفردة . فالرسول (ص) قد يخبر عن تلك الحادثة الكلية بصورة جزئية مبيناً بعض حالاتها . حيث أن لمثل هذه الحادثة الكلية وجوهاً كثيرة (1) .
والغيوب التى أخبر عنها الرسول (ص) كثيرة منها ما تحقق فى حياته (ص) ، ومنها ما تحقق بعد مماته بفترة قصيرة ، ومنها ما يتحقق فى أيامنا ونحن عليها من الشاهدين .
أولاً : ما أخبر عنه الرسول (ص) وتحقق فى حياته (ص) :
1- أنه أخبر الفئة المستضعفة بمكة أن دينه سيعم جزيرة العرب .
عن خباب بن الأرت (ص) قال : شكونا إلى رسول الله (ص) وهو يومئذ متوسد بردة فى ظل الكعبة فقلنا : ألا تستنصر لنا الله تبارك وتعالى – أو ألا تستنصر لنا ؟ قال : " قد كان الرجل فيمن كان قبلكم يؤخذ فيحضر له فى الأرض ، فيجاء بالمنشار على رأسه فيجعل بنصفه فما يصده ذلك ، والله ليتمن الله عز و جل هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله تعالى ، والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون " (2) .
وقد وقع ذلك فى حياته (ص) بأن دانت الجزيرة كلها بالإسلام .
2- إخباره (ص) بما حدث فى غزوة مؤتة وهى على بعد مسيرة شهر من حدود الشام .
حيث أخبر (ص) عن أحداث المعركة أمام الصحابة قال : " أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها ابن رواحة فأصيب – وعيناه تزرفان – حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم " (3) وبعد مرور بضعة أيام عاد بعلى بن منبه من ساحة المعركة وقبل أن يخبر عما جرى هناك بين الرسول (ص) ما دار فى المعركة مفصلاً ، فأقسم يعلى وقال : " والذى بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفاً واحداً "
ثانياً : ما أخبر به (ص) وتحقق بعد وفاته بقليل :
1- إخباره بفتح جزيرة العرب ثم فارس ثم الروم .
روى مسلم عن نافع بن عقبة قال : كنا مع رسول الله (ص) فى غزوة قال : فأتى النبى (ص) قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصرف فوافقوه عنه أكمة فإنهم لقيام ورسول الله (ص) قاعد . قال : فقالت لى نفسى ائتهم فقم بينهم وبينه لا يقتلونه . قال ثم قلت لعله نَجىٌ معهم فآتيهم فقمت بينهم وبينه حفظت منه أربع كلمات أعدهن فى يدى قال : " تغزون جزيرة العرب يفتحها الله ، ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله " (4)
وكلها بحمد الله وقعت ما عدا الدجال فهو من علامات الساعة .
2- إخباره (ص) عن استشهاد الحسين بكربلاء .
عن عبد الله بن نجى عن أبيه : أنه سار مع على ( ص) – وكان صاحب مطهرته – فلما حازى " نينوى " وهو منطلق إلى حطين فنادى على : اصبر عبد الله بشط الفرات ، قلت : وماذا ؟ قال : دخلت على النبى (ص) ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت ، يا نبى الله : أغضبك أحد ، ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : " بل قام من عندى جبريل قبل فحدثنى أن الحسين يقتل بشط الفرات ، قال ، فقال : هل لك أن أشمك من تربته ؟ قال قلت : نعم ، فمد يده – أى جبريل – فقبض من تراب فأعاينها فلم أملك عينى أن فاضتا " (1)
ومن حديث أم سلمة ( رض الله عنها ) قول جبريل للنبى (ص) إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء ، فلما أحيط بحسين حين قتل ، قال ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : كربلاء ، قال : صدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء . (2)
3- أنه قال لعلى ( ص) ستقاتل الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين . وبذلك أخبر عن موقعة الجمل ، وصفين وعن الخوارج .
وقال للزبير (رضى الله عنه) : " لتقاتلنه وأنت له ظالم " عندما رآه وعلياً يتحابان .
وقال لأزواجه الطاهرات : " كيف باحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب ، يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثيرة .... " وبعد ثلاثين سنة تحققت هذه الأحاديث ، وذلك فى موقعة الجمل بين علي (عليه السلام) وعائشة ومعها طلحة والزبير (رضى الله عنه) . كما تحققت وقعة الصفين بين على ومعاوية . وكذلك وقعة حروراء ونهروان بين على والخوارج .
ثالثاً : إخباره بغيوب تتحقق فى أيامنا ونحن عليها من الشاهدين :
ونذكر من هذه الغيوب :
1- تداعى الأمم على أمة الإسلام :
عن ثوبان ( ر) قال : قال رسول الله (ص) : " يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " فقال قائل : ومن قلة يؤمئذ : قال " بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة وليقذفن فى قلوبكم الوهن " فقال قائل : وما الوهن ؟ قال : " حب الدنيا وكراهة الموت " (3)
2- حديثه (ص) عن وقوع الحكم الجبرى (4) :
عن حذيفة ( ر) قال : قال رسول الله (ص) : " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله ثم تكون الخلافة على منهاج النبوة ثم يرفعها الله ثم تكون ملكاً عاضاَ (5) فتكون ما شاء الله أن تكون فيرفعها الله ثم تكون خلافة على منهاج النبوة " ثم سكت . (6)
وقد وقع الحكم الجبرى كما أخبر عنه (ص) فى بدايات القرن العشرين وكذلك الملك العاض .
3- ظهور السيارات والمركبات والنساء الكاسيات العاريات :
عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله (ص) : " يكون فى آخر أمتى رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد ، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤسهن كأسنمة البخت العجاف ، العنوهن فإنهن ملعونات ، لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم " (1) وعند الحاكم " ... يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب المساجد " وهذه المراكب الحديثة التى أخبر عنها النبى (ص) مثل السيارات وغيرها ، ووقوف الناس بها على أبواب المساجد فى الصلوات ، وركوب النساء الكاسيات العاريات للسيارات .

التعديل الأخير تم بواسطة N-Kyo ; 03-18-2009 الساعة 07:24 PM
turbo4 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر رد
بااادر بالتحميل - أسطوانة السلام للتعريف بالإسلام - بأكثر من 53 لغة عالمية ابو القعقاع1 منتدى الصوتيات والمرئيات الاسلامية 1 04-15-2011 08:40 PM
ملف جميل للتعريف بالرسول والاسلام باللغه الانجليزيه turbo4 منتدي السيره النبويه الشريفه 0 03-18-2009 06:15 PM
––•-• ما هو الكوثر ؟ وهل هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟. •-•–– فارس المواقع منتدي السيره النبويه الشريفه 0 02-16-2009 03:56 PM
بطاقة تعريف بالنبي صلي الله عليه وسلم ........ كلثوم منتدي السيره النبويه الشريفه 2 09-02-2008 10:05 AM


الساعة الآن 03:35 PM.



تعريف :

نجاح نت منتدى يهتم بجميع متطلبات مستعملي الإنترنيت وخصوصا البرامج وشروحتها وأمور ديننا الحنيف و المناهج الدراسية والألعاب...


جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond