الكفاية المناعتية للمفاويات b
تعني الكفاية المناعتية اكتساب الكريات اللمفاوية القدرة على الدفاع عن ما هو ذاتي و تمييز ما هو غير ذاتي ، فعند اللمفاويات B ترجع هذه الكفاية المناعتية إلى ظهور مضادات أجسام سطحية أي محمولة على سطح اللمفاوية B ، تستطيع تثبيت مولد المضد بواسطة موقع التثبيت الذي تمثله المنطقة Fab ، مولدات المضاد جد متنوعة ، و الله جل و علا جعل هذه اللمفاويات قادرة على تركيب مواقع تثبيت لا تقل تنوعا عنها ، فسبحان من خلق فسوى .
يرجع هذا التنوع إلى مورثات مضادات الأجسام التي يحملها الصبغي 14 بالنسبة للسلسلة الثقيلة و الصبغي 2 أو 22 بالنسبة للسلسلة الخفيفة ، و هي عبارة عن مورثات متعددة الحليلات المتساوية السيادة ، نجدها جميعا ضمن النمط الوراثي لكل فرد عكس مورثات CMH التي لا نملك منها في النمط الوراثي سوى حليلين عن كل مورثة ، و إليكم مورثات مضادات الأجسام و عدد حليلاتها :
المورثات C . D . J . V
السلسلة الثقيلة عدد الحليلات 150 . 4 . 10 . 9
السلسلة الخفيفة عدد الحليلات 150 . ≥ 6 . 0 . ≥ 6
ترمز المورثة C إلى المناطق الثابتة Fc لمضادات الأجسام ، أما المورثات V ، J و D فترمز إلى المنطقة المتغيرة Fab .
تنتج المورثات النهائية للمنطقة المتغيرة Fab من مضادات الأجسام عن الاختيار العشوائي لحليل عن كل مورثة ، مما يعطي آلاف الملايين من الاحتمالات الممكنة أي عددا لا يحصى من الهيئات الممكنة للمنطقة Fab .
تتكون الكريات اللمفاوية B في النخاع الأحمر للعظام انطلاقا من الخلية الأم للكريات البيضاء ، فتظهر الكريات B أصل التي ليست لها أي قدرة دفاعية و التي تمتلك جميع حليلات مضادات الأجسام .
للتحول إلى لمفاوية B ذات قدرة دفاعية أو كفاية مناعتية يتم الاختيار العشوائي لحليل عن كل مورثة ، فتظهر على سطح الكرية B مضادات أجسام سطحية نوع IgM موجهة ضد مولد مضاد معين .تسمى هذه المرحلة التي تتم في النخاع الأحمر للعظام بطور الحث
جزء من الصبغي 14 : عند المفاوية B أصل
---C1----------C5----------C9--------D1-----------D5----------D10---------J1-J2-J3-J4--------V1-----V80-----V150
اختيار عشوائي لحليل عن كل مورثة : يعطي مثلا :
V120----J3------D5-- ---C9
اســـتنــــساخ ثم ترجمة هذه الحليلات تعطي السلسلة الثقيلة IgM السطحي
و بنفس الطريقة يتم الحصول على السلسلة الخفيفة .
تجميع السلسلتين يعطي IgM سطحي بموقع تثبيت ذو هيأة معينة و مناسبة لمحدد مستضادي معين .
بعد ظهور مضادات الأجسام السطحية و اكتساب الكفاية المناعتية تنتقل الكريات B من النخاع الأحمر إلى الأعضاء اللمفاوية السطحية حيث تنتظر وصول الغير ذاتي المناسب لتمارس وظيفتها ، يعتبر الطحال مصفاة للدم من الغير ذاتي و تعتبر العقد اللمفاوية مصفاة للمف من الغير ذاتي .
عند دخول الغير ذاتي المناسب إلى الدم أو اللمف ، يصل إلى العقد اللمفاوية أو الطحال ، فيصادف الكرية B المناسبة و يتحد مع مضادات الأجسام السطحية التي تحملها ، يؤدي هذا الاتحاد إلى تنشيط الكرية B ، فتخرج من حالة الخمول إلى حالة النشاط و يبدأ في التكاثر بالانقسام الغير مباشر معطية عددا كبيرا من الخلايا B الحاملة ل IgM السطحي و الموجهة ضد مولد المضاد الذي نشطها ، تسمى هذه المرحلة التي تتم في الأعضاء اللمفاوية السطحية بمرحلة التكاثر .
أكبر نسبة من الخلايا B الناتجة تكتسب عضيات التركيب الخلوية و تتحول إلى بلزميات تسمى هذه العملية بمرحلة التفريق، مجموع مرحلة التكاثر و مرحلة التفريق يكون طور التضخيم .
البلزميات الناتجة تنفذ الاستجابة المناعتية بإفراز كميات هائلة في الدم من مضادات الأجسام نوع IgM ثم IgG ، لمهاجمة مولد المضاد و تثبيته . تسمى هذه المرحلة بطور التنفيذ .
فالله سبحانه و تعالى الذي خلق مولدات المضاد أعد جسمنا للتعامل معها و المحافظة على سلامتنا ، و صدق الله العظيم
( و في أنفسكم ، أفلا تبصرون ) .