الماء ومريض الكلى الصائم... صديقان لا يفترقان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الماء ومريض الكلى الصائم... صديقان لا يفترقان
مع بداية شهر رمضان المبارك يرتسم السؤال التالي: هل يمكن لمريض الكلى أن يصوم وما الشروط الواجب اتباعها في حال سمحت له حالته بذلك؟
للإجابة عن هذا السؤال التقت 'الجريدة' مجموعة من أساتذة الكلى والمسالك البولية وجاءت الأجوبة على النحو التالي.
يقسم الدكتور مراد محمود، أستاذ الكلى في جامعة القاهرة، مرضى الكلى إلى قسمين: الأول غير قادر على الصيام ويشمل مرضى القصور في وظائف الكليتين سواء من يعانون من فشل كلوي يتطلب زراعة الكلى أو من يخضعون لغسيل كلى. والثاني يستطيع الصيام ويشمل مرضى الحصاة الكلوية، واضعاً مبدأ دفع الضرر أولى من جلب المنفعة أساساً لنصيحة مرضاه سواء بالصيام أو عدمه وذلك حسب كل حالة.
يوضح د. مراد أن المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى غير قادرين على الصيام لضرورة تناولهم تحاليل وريدية تفسد الصيام. أما المرضى الذين خضعوا لزراعة الكلى فيحظّر عليهم الصوم في السنة الأولى، وبعدها يمكن استشارة الطبيب المعالج.
ينصح د. مراد مرضى الفشل الكلوي بعدم الإفراط في تناول البروتينات لصعوبة التخلص من النسب الزائدة من البوتاسيوم والفوسفور ما يسبب عدم انتظام كهربية القلب واضطراب الجهاز الهضمي والعصبي والتنفسي.
بالنسبة إلى مرضى الحصاة الكلوية، ينصحهم د. مراد بشرب السوائل بكثرة خلال فترة إفطارهم من بينها: الحساء، الشاي، العصائر الطازجة، لتعويض السوائل التي فقدوها أثناء الصوم، لا سيما إذا كانت طبيعة عملهم تعرضهم للحرارة والإجهاد، وأحياناً يوصف لمثل هذه الحالات محلول معالجة الجفاف بعد الإفطار، ما يوضح أهمية السوائل للمريض.
كذلك ينصح د. مراد المرضى بالحدّ من تناول الأملاح مثل الصوديوم الذي يزيد سوائل الجسم باضطراد ويسبّب مشاكل صحية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، والحدّ من تناول اللحوم الحمراء، يشير في هذا المجال إلى أنه يمكن معرفة النسبة المطلوبة من البروتينات يومياً على أساس أن كل كيلوغرام من وزن الجسم يحتاج إلى غرام واحد من البروتين، أي أن مريضاً يزن 60 كيلوغراماًَ يحتاج إلى 60 غراماً من البروتين يومياً.
الانتباه إلى الأطعمة
بدورها تؤكد د. إيمان حمودة، أستاذ التغذية والسمنة ومديرة مستشفى جامعة القاهرة، ضرورة أن يتوخى مرضى حصاة الكلى الحذر في الأطعمة التي يتنالونها سواء في شهر رمضان أو في أي وقت آخر، خصوصاً إذا كانت طبيعة أجسامهم تستمرّ في تكوين الحصى حتى بعد تفتيتها.
بالنسبة إلى الأطعمة في الشهر الفضيل تنصح د. إيمان بالحد من تناول الصوديوم الموجود في ملح الطعام 'كلوريد الصوديوم' ومراعاة تناول الأجبان القليلة الملح والاعتدال في تناول السبانخ والطماطم والمكسّرات والقهوة والشاي لأنها تحتوي على إكزالات ضارة بمريض حصى الكلى.
تشدّد د. إيمان على عدم الافراط في تناول الفول خلال الشهر الفضيل لأنه يتضمن إكزالات، كذلك التين المجفف الذي يحتوي نسبة عالية من الكالسيوم الضار بمرضى حصاة الكلى. في المقابل تشدد على شرب السوائل بكثرة خصوصاً المياه وعلى عدم التعرض للشمس والإقلال من المجهود الجسدي خلال ساعات الصيام لتلافي فقدان السوائل في الجسم.
قياس الكرياتين
من جهته يؤكد د. حاتم عبد الفتاح، استشاري باطنة وكلى، أن مريض القصور الكلوي لا يستطيع الصيام أما مريض الفشل الكلوي فيمكنه ذلك شرط ألا يتعدى الكرياتين نسبة 2.5 إلى 3%، فإذا أراد المريض الصيام عليه أن يقيس الكرياتين كل ثلاثة أيام، لأن زيادة نسبته تستدعي عدم الصيام كيلا تتأذى الكلى.
بالنسبة إلى مريض حصى الكلى والالتهاب الكلوي يستطيع الصيام لكن ينصحه د. حاتم بمراعاة ما يلي:
- شرب كميات كبيرة من الماء بين الإفطار والسحور.
- تجنب المأكولات التي تتكوّن منها الحصوات مثل المانغا والفراولة واللبن ومنتجاته كلّ بحسب طبيعة جسمه.
- تجنب تناول المخللات واللحوم خصوصاً الحمراء.
- الابتعاد عن شرب العرقسوس لأنه يزيد حمض البوليك الذي يضرّ بالكلى.
- الحرص على ضبط ضغط الدم ونسبة حمض اليوريك لأنهما من الأمراض التي تؤثر سلباً في صحة الكلى.
وعن كمية الماء التي يجب أن يشربها مريض الكلى يوضح د. حاتم أنها تُحسب عن طريق كمية البول الواجب خروجها يومياً، ألا وهي لتر ونصف اللتر، لذا يجب أن يشرب مريض حصى الكلى أو الالتهاب الكلوي لتراً ونصف اللتر من الماء شتاء وثلاثة لترات صيفاً.
يؤكد د. حاتم أن تجنّب الشمس وعدم بذل مجهود خلال فترة الصيام هما غير عمليين بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتطلب عملهم التعرض للشمس، مثل ضباط المرور وعمّال المناجم، لذا من غير المنطقي أن يتوقفوا عن أداء عملهم أثناء الصيام، إنما عليهم أن يعوضوا النسبة التي فقدوها من المياه خلال فترة الإفطار.