الصبر
الصبر
هذه الدنيا أســـرارها كـــالبحر وغـــــرفـــة ليس لمخرجها باب
أعوامها امـــتــحان لكل الـبشر وأســـئـــلـــتـــهـــا ما لها جواب
تجمع بين الظلم و قساوة القـدر وتـــبعد عنك أعـــز الأحـــبــاب
تـــجــلــسـك فوق لهبات الجمر وتغلق في وجهك عـــــدة أبواب
فـــمــا لــــك فـيها سوى الصبر وتــــحــمـــل مـــــرارة العذاب
فـــيـــا ذا الـــمـــكــربــة اصبر كما صبر أيوب على المصائب
و انظر إلى ما للغير من ضرر حـــتــــى يــنــفـتح أمامك الباب
انـــظـــر إلـــــى العقيم المنتظر إلــــى ولـــد يـــزيــــل الــعذاب
أيــــامــــه و لـــيـــالــيـه تستمر حـــتـــى يـــكــــون لــــه أنساب
يـــحــلـــم أن يـــولـــد منه بشر يـــبـــعـــد عـــنــه أشد الصعاب
حـــيــاتــــه بــــدل الفرح مرر وبـــــدل الاســتــقــــرار انقلاب
وهـو صــــابر أمــــام الـــقــدر يــنــتــظـــر ولـــده بــعــد غياب
فـــيــــا ذا الـــمـــكـــربة اصبر كما صبر أيوب عــلى المصائب
و انظر إلى ما للغير من ضرر حـــتـــى يـــنــفــتح أمامك الباب
انـــظــــر إلــى السقيم كم صبر وهــــو بــقـــوة يــواجه الصعاب
عــلـــّة جــسده تبعد عنه البشر ومـــا لـــه ونــيـس و لا أصحاب
يـــســهــر مــن الليل إلى الفجر وصــــراخ قــلــبـه يحطم أكواب
وانـــظر إلى المجنون المنكسر وهـــو يــجـهل الطبق من الكتاب
يـــســتــغرب من سقوط المطر و لا يــعــلــم لــهطــوله الأسباب
فـــــاصــبـــر مــــا دمــت تفكر فإنــك تعرف الخطأ من الصواب
و انظر إلـى ما للغير من ضرر حـــــتــى يــنــفــتــح أمامك الباب
انـــظـــر إلـــى اليتيم كيف يقهر وكــــيــــف يـــســـقــى بــالعذاب
أكــــلـــه ظـــلــم و غدر و مرر وشــمــس فـــرحه وراء السحاب
حــــيـــاتـــــه بــــدأت تــنــفجر منذ أن وضع والديه تحت التراب
وحــــيـــد يــعـــيــش دون ظهر وبــدون ســـنــد و لا أصــحــاب
حــــيــاتـــه كــــرب لمن يبصر وعــــالـــمـــه أســـود كــالغراب
و صـــبـــره جـــعــلـــها تستمر وتــــحــمــلــه مــنــعـه الانسحاب
فــــيــــا ذا الـــمـــكـــربة اصبر كـمــا صبر أيوب على المصائب
و انظر إلى ما للغير من ضـرر حـــتـــى يــنــفــتــح أمامك الباب
انـــظــر إلــى الغني الذي افتـقر ومـــن فــقــره فــقــد الأصحاب
فـــي الأمـــس كـــان مـــن يأمر والــيــوم لأمــره أعلن الإضراب
بـــنـــفــــوذه كـــــان يــــفــتـخر ولـــســـؤالــــه ألـــف جــــــواب
والــيــوم ذاق كرب الـفـــقــــر وأدرك خــــطــــأه فـــي الحســاب
و انظر إلى المسجون المنتظر و هـــو لا يــبــصر سوى السراب
مــظـــلـــوم والأدلـــــة تـــقـّر عـــــلــــى حــيـــاته عيشة العذاب
أعوامه تضيـــــع و هو صابر ويـــنـــــتــــظــر فــتــــح الأبواب
و مــــا للــصبـــر حكاية تنكر لـــقــــاء الـــفــــرج بــعــد غياب
فــــالله وعـــــد كـــل صابــــر أن يــّيـســـر لـــه مــشقة الحساب
فــــيـــا ذا الـــمـــكــربة اصبر كـــمـا صبر أيوب على المصائب
و انظر إلى ما للغير من ضرر حـــتـــى يــنــفــتــح أمــامك الباب
تأليف الشعر: وردة ربيع 26
05-25-2010, 08:33 PM
تعليمات المشاركة
العرض الشجري