السلام /كيفكم
يخشى الآباء والأمهات عادة من قدوم فصل الشتاء بسبب كثرة إصابة الأطفال بنزلات البرد، وما يصاحبها من أعراض مزعجة خلال هذا الفصل· وبالرغم من المحاولات والجهد المبذول من قِبَل الوالدين لتجنب إصابة الطفل بنزلة برد، إلا أن كل تلك الجهود تضيع سُدًى·
ويشير البروفيسور ستيفن مويثنغ، طبيب الأطفال المساعد في مركز مستشفى الأطفال الطبي في كينسيناتي، إلى أن معدل إصابة الطفل بالزكام يتراوح من 5 إلى عشرة مرات سنويا بسبب الجهاز المناعي غير الناضج· لكن الخبر المُطَمئن هو أن بإمكان الوالدين جعل مسألة إصابة الطفل بالزكام من التجارب السهلة التي تمر بسلام وبلا تعب وقلق، وذلك لا يتحقق إلا بمعرفتهما لكل ما من شأنه أن يُحَسّن من صحة الطفل· وهنا ذكر لنصائح بعض أطباء الأطفال الذين يعالجون يوميا العديد من الأطفال· ليس هذا فحسب، بل سهروا هم بأنفسهم ليال بجانب أبنائهم المصابين بالزكام، وتعاملوا مع أعراضه المزعجة **يلان الأنف:
؟ التعرّف على الأساسيات
عندما يُصاب الطفل بفيروس الزكام، فإنه يعاني من نفس الأعراض التي تظهر على البالغين، مثل ارتشاح وسيلان الأنف، تعذّر أو صعوبة التنفس بسبب انسداد المجاري التنفسية، الحلق الواخز الذي يدعو إلى الحكة· وفي بعض الأحيان يصاحب ما سبق كحة، صداع أو حمى· وقد أشار الدكتور ستيفن إلى أنه بعد أن يُكمل الزكام دورته، وهي تتراوح من خمسة إلى أربعة عشر يوما، تُصبح المادة المخاطية البيضاء التي يفرزها الأنف، سميكة وكثيفة، ويميل لونها إلى الاصفرار أو الاخضرار· ومن المهم جدا أن يعرف الوالدان أن ظهور المخاط الأخضر أو الأصفر لا يعني أن الطفل يحتاج إلى مضاد حيوي·
ولأن الطفل غير قادر على تنظيف أنفه، فلا شك في أنه سينزعج بسبب الاحتقان البسيط· وقد علقت الدكتورة كاثي سمايث، بروفيسور مساعد في جامعة مركز جامعة فرجينيا الطبي، وأم لطفلَيْن، على الأمر بقولها: '' لقد كانت الأعراض المصاحبة للزكام تُشكل إزعاجا كبيرا لأطفالي، خاصة عندما كانت أعمارهم أقل عن ستة أشهر''·
؟ لا داعي للقلق من سيلان الأنف المستمر
يُذكر أن الهواء الجاف يعمل على زيادة سماكة المادة المخاطية، مما يجعل الاحتقان أسوأ· بينما يساعد الهواء الرطب على زيادة سيلان الأنف، ويساعد بالتالي على سرعة الشفاء· ومن هذا المنطلق، ينصح الأطباء بوضع الجهاز المُرَطّب، الذي يعمل على ترطيب الجو، في غرفة الطفل المصاب بالرشح· لكن طبيبة الأطفال باولا البيرت، وهي أم لثلاثة أطفال، أشارت إلى ضرورة التأكد والحرص دائما على تغيير الماء المستخدم في الجهاز يوميا لتجنب العفن· وقالت: ''وما نجح معي أكثر هو اصطحاب طفلي إلى الحمام وإغلاق الباب، وفتح صنبور الماء الساخن حتى يتمكن من تنفس البخار الناتج''· وأوضحت أن بالإمكان القيام بهذا الأمر مرتين يوميا لفترة لا تقل عن خمس إلى عشر دقائق، وأضافت: ''ومن الطرق الأخرى التي اتبعتُها لتخفيف أعراض الزكام، وضع قطرات من محلول ملحي في أنف الطفل حتى يساعد على سيلان الأنف، والتخلص من المادة المخاطية السميكة''·
كما أن إضافة القليل من المنثول، وهو مادة تستخرج من زيت النعناع وتستخدم لتخفيف الألم، وهو يدخل كذلك في مكونات بعض المنتجات مثل ''الفي**''، إلى حمام الطفل الدافئ يساعد كثيرا، لكن يجب أن لا يقل عمر الطفل عن ثلاثة أشهر· وقد علقت الدكتورة سينثيا فيريل، بروفيسور مساعد في جامعة أوريجان العلمية والطبية ببورتلاند، على الأمر بقولها: ''لقد ساعد البخار الناتج عن هذا الحمام على تنظيف أنف طفلي، وأحيانا أخرى لم يفعل، لكنه يُحَسّن من حالة الطفل على الأقل''·
؟ كيف نتعامل مع سيلان الأنف
تحدثت طبيبة الأطفال أندريا ماكوي، وهي أم لطفلين، عن الأمر بقولها أن سيلان الأنف يُعتبر من الأعراض الأساسية للزكام والرشح، لكن لا يمكننا عمل شيء في بعض الأحيان· وقد أوضحت الأمر قائلة: ''إذا كان طفلي قادرا على التنفس، فلن أقوم بعمل إزاء سيلان أنفه عدا أنني سأنظفه بالمنديل بشكل دوري''· أما عندما يسبب السيلان صعوبة في التنفس، ويمنع الطفل من تناول الطعام والنوم، فإن من المهم وضع قطرات الأنف الخاصة بهذه الأعراض حسب وصفة الطبيب·
؟ التغذية خلال المرض
إذا كان عمر طفلك المصاب بالاحتقان أقل من ستة أشهر، فلا شك في أنه لن يكون قادرا على التنفس وتقبل الطعام بسهولة، لذلك حاولي إرضاعه قدر الإمكان· أما إذا كنتِ قد أدخلتِ الأطعمة الصلبة في نظامه الغذائي، فلا ترغميه على تناول الطعام إلا حينما يرغب هو بذلك· وينصح كذلك بالإكثار من الحليب والعصائر لمنع الإصابة بالجفاف·
؟ العلاج والرعاية
ماذا لو ارتفعت درجة حرارة الطفل المصاب بالزكام؟ في حال كان عمر الطفل أقل عن شهرين، فإن من الأفضل استشارة الطبيب المُختَص إذا كانت درجة الحرارة أعلى من 38 درجة مئوية· ومن الجدير بالذكر أن الأطفال الصغار والرّضع يُعتبرون أكثر عرضة للالتهابات البكتيرية الخطرة التي تهدد الحياة· وقد تكون الحمى العادية هي العَرَض الوحيد· كما يذكر أن درجة الحرارة الأعلى من 38 درجة مئوية في الأطفال من عمر 3 إلى ستة أشهر، تستدعي استشارة الطبيب كذلك·
متى تقلقين من الزكام وتذهبين إلى الطبيب؟

لا يتعدى الزكام كونه مرضا شتويا منتشرا، ولا داعي للقلق بشأنه· لكن قد تظهر أعراض تشير إلى أمور أخرى أخطر، مثل إصابة أقوى بفيروسٍ ما، أو الإصابة بمرض بكتيري كالتهاب الأذن· ومن هذا المنطلق، يُنْصَح باستدعاء واستشارة الطبيب عند ملاحظة أحد الأعراض التالية:
؟ إذا كان معدل تنفس الطفل أسرع من المعدل الطبيعي·
؟ إذا كان الطفل سريع الانفعال والتهيّج، أو بَدَتْ عليه علامات ال**ل والخمول على غير العادة·
؟ إذا قلّت مرّات دخوله الحمام عن الثلاث مرات·
؟ إذا استمرت الحمى لأكثر من يومين·
؟ إذا كان يعاني من سعال قوي ومزعج، وعطس بين كل كحة وأخرى·
؟ إذا استمر الزكام لأكثر من 14 يوما·
؟ إذا زادت درجة حرارة طفلك الرضيع، الذي يقل عمره عن الشهرين، عن 38 درجة مئوية·
لا خوف من منح الطفل المريض الحنان الزائد
تحدثت الدكتورة فيريل عن تصرف الطفل المريض، فقالت: ''يملك الطفل المريض سببا وجيها للالتصاق بأمه والتشبث بها، ورغبته في أن تَحْمِله أمه''· وعلى هذا الأساس، فإنه لا بأس بتواجده معكِ طوال النهار، واحرصي على إرضاعه، والبقاء بقربه ليلا· أما الدكتور ستيفن، فقد أشار إلى أمر مهم بقوله: ''عندما أصبحتُ أبًا للمرة الأولى، خشيتُ من الاهتمام الزائد بطفلي المريض خوفا من اكتسابه لعادات خاطئة، لكن مع مرور الوقت بدأتُ أؤمن بأن تحمّل تصرفات الطفل المريض، والاهتمام به يعتبران من الأمور الهامة· ولا ننسى أن حاجة الطفل لوالديه تزداد في مثل تلك الأوقات''·


منقوووووووووووووووووووول