الغذاء المتوازن يحمي الصائم من الأمراض المزمنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خبير التغذية د. خالد المنباوي:
الغذاء المتوازن يحمي الصائم من الأمراض المزمنة
يحافظ الغذاء المتوازن على صحة الصائم ويجنبه متاعب الجهاز الهضمي، فثمة أطعمة كثيرة يجب التعامل معها بحرص شديد، خصوصاً بالنسبة إلى مرضى السكري والقلب.
في حالة الإصابة بأمراض مزمنة لا يجب اتباع نظام غذائي من دون استشارة طبيب، من هنا تأتي أهمية التغذية العيادية كمكمل رئيس لعلاج بعض الأمراض.
د. خالد المنباوي (أستاذ التغذية العيادية في {المركز القومي للبحوث} في القاهرة) يلقي الضوء على فوائد الغذاء وأفضل الأطعمة للصائمين المرضى والأصحاء.
كيف تعرّف {التغذية العيادية}؟
ارتباط نوع الغذاء المناسب بالمرض، واتباع نظام علاجي دوائي يرتبط بنوعية محددة من الأطعمة. في بعض الحالات يختلف النظام الخاص بالمريض عن نظام أشخاص يعانون من المرض نفسه.
كيف يؤثر الإفراط في الطعام على صحة الصائم؟
الغذاء الصحي المتكامل أساس الصحة، سواء للأصحاء أو المرضى، ويؤدي دوراً رئيساً في معالجة بعض الأمراض. مثلاً، يُحدد الطبيب نوع العلاج بالنسبة إلى مريض السكري وفقاً لغذاء الأخير، لذلك ننصح دائماً بالتوازن في وجبتي الإفطار والسحور للوقاية من تداعيات الإفراط في الطعام.
ما هي أسباب الإصابة بأمراض الغذاء؟
يُصاب المرء بأمراض التمثيل الغذائي نتيجة تناول أغذية معينة، وهذه الأمراض متوارثة أو ناتجة عن خلل جيني أو في الأحماض الأمينية والدهنية مثل داء {اللاكتوزميا} وهو خلل تمثيل سكر الغلوكوز.
كذلك ثبت أن متلازمة داون سببها خلل في غذاء الأمهات، وقد أكدت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين نقص حمض الفوليك في الجسم وظهور عيوب خلقية في جهاز الأجنة العصبي. من هنا تأتي أهمية دور الغذاء في حياتنا.
كيف يقي الصائم نفسه من أمراض النظام الغذائي؟
ثمة أطعمة متنوعة تعالج نقص الحديد كالخضار الورقية مثل الجرجير، السبانخ، البقوليات، النعناع، البقدونس، الصعتر، الحلبة، الترمس، اللوبياء، السمسم، والفستق الغني بالحديد.
كذلك تؤدي المصادر الحيوانية الغنية بالحديد دوراً فاعلاً في معالجة الأنيميا وفقر الدم، ومعروف أن لحم الإبل هو الأغنى بالحديد، فيما تساعد التوابل في إمداد الجسم بالحديد أيضاً، خصوصاً الفلفل الأسود.
ما الأغذية التي يجب أن يتناولها المصاب بعسر الهضم وأمراض الجهاز الهضمي؟
بعض الخضار مثل البقدونس، البصل، الجرجير، الثوم، والكرنب لها تأثير علاجي ووقائي يحارب أمراض الجهاز الهضمي وقرحة المعدة والانتفاخات. كذلك يتمتع بعض الفاكهة كالتين والبلح والتوت بالتأثير نفسه. ويساعد الخرشوف والكرفس والحمص والصعتر ومشروب التمر في إفراز المادة الصفراء وتنشيط الكبد.
والمصاب بالسكري؟
بعض الأطعمة يتمتع بتأثير مباشر في تخفيض نسبة السكر في الدم مثل: الأرضي شوكي، الملفوف، البصل، الكرفس، الترمس، والحلبة... يجب على مريض السكري الامتناع تماماً عن تناول أنواع المربى والعصائر والحلوى والمعجنات والفطائر.
بعض الأطعمة يجب أن يؤكل بحرص وبحسب وزن المريض وحالته المرضية ونسبة السكر في دمه مثل الخبز، البطاطا، الفول، البازلاء، الفاكهة الطازجة، واللبن.
أما الأطعمة التي لا مانع من تناولها فهي: اللحوم، البيض، السمك، القهوة، الشاي من دون سكر، الجبن، الطماطم، الخيار، الخس، البصل، اللفت، والقرنبيط، ويمكن لهذا النظام أن يُطبّق على المرضى المصابين بدرجة متوسطة بالسكري، إلى جانب العلاجات الدوائية.
هل يفيد الغذاء المتوازن في الحد من استخدام العلاج الدوائي؟
فوائد التغذية لا تعطينا الضوء الأخضر للامتناع عن تناول الدواء، فكل حالة مرضية تعتبر حالة فريدة، وما قد يفيد البعض ربما يضر البعض الآخر. كذلك لا يجب اتباع نظام غذائي من دون استشارة الطبيب المعالج.
أكّدت دراسات كثيرة أن أمراض الأطفال الشائعة تُعالج بالغذاء. ما مدى صحتها؟
فعلاً، ثمة دراسات ركّزت على العلاج والوقاية عن طريق الغذاء، وكلها أيضاً أكدت على دور العلاجات الدوائية إلى جانب الأنظمة الغذائية الخاصة ببعض الأمراض، فالغذاء يساعد في الشفاء ويعطي كفاءة للأدوية. مثلاً، الأنيميا الناتجة عن نقص الحديد وفقر الدم أحد الأمراض الشائعة عند الأطفال، وثمة أغذية تتمتع بدور فاعل في علاجها مثل العسل الأسود والطحينة الغنية بالحديد.
ماذا عن إهمال المريض الدواء واتباع العلاج الغذائي فحسب؟
ليست طريقة فاعلة للقضاء على المرض. أولاً، يجب تشخيص المرض جيداً ثم معالجته بالدواء إضافة إلى النظام الغذائي المناسب. لكن للأسف ينصح بعض اختصاصيي التغذية بتناول المريض أطعمة معينة على اعتبار أنها تعالج المرض، ما يعرّضه إلى مضاعفات خطيرة.
أشير هنا إلى أن البعض يصف {العرقسوس} الذي يكثر تناوله في شهر رمضان لأنه مفيد لعضلة القلب الطبيعي، لكن إذا تناول مريض القلب كميات كبيرة من هذا المشروب قد يُصاب بذبحة قلبية. كذلك إذا أفرط المصاب باضطراب معوي في تناول المشروبات سيعاني من اضطرابات في التمثيل الغذائي، لذا يجب التزام المريض بالنظام الدوائي والغذائي الذي يحدده الطبيب.