الفلسفة نجاح نت الفلسفة كل مايتعلق بمادة الفلسفة من دروس الفلسفة وتمارين في المجزؤات والمفاهيم الفلسفية وحلول,إمتحانات موحدة ,إمتحانات جهوية,حلول الإمتحانات,1bac,2bac,Recherches,Examen Cours, Exercices لتلامدة الإبتدائي والإعدادي والتانوي وبشمول الجدع مشترك و الأولى باك والتانية باك.

إضافة رد
أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع
قديم 11-09-2008, 08:20 AM
  #1
عزيز منير
مشرف سابــق وبروفسور الفلسفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: تونس
المشاركات: 187
عزيز منير will become famous soon enoughعزيز منير will become famous soon enough
Post الجسد اللغة اللاوعي

الجسد اللغة اللاوعي



إن اللاوعي الفريدوي هو عبارة عن لغة تملك بنية خاصة. و إن الجسد العليل يتكلم مثلما يوضح فرويد فأمراضنا تتكلم و اللاشعور ليس مستودعا للغرائز و إنما هو عبارة عن محل أو موضع خاص ينفرد بميزة الكلام .
إن فرويد قد أظهرنا على أن الجسد يتكلم في كل مكان و علمنا كيف نحل شفرة لغته الخاصة سواء كان ذلك في الأحلام التي هي مجرد ألاعيب لغوية رمزية أو إخفاؤه عن الشعور لم يعد الكلام كلام الروح بل الجسد يتكلم في باطن أعراضه و تحركاته الميكانيكية و العضوية.
فرويد يوحّد بين اللاشعور و اللغة على أساس أن اللاشعور نسق يتكون من شبكات أو عقد من الدلالات ،اللاشعور باعتباره بنية لا جوهرا حديث الآخر أو بعبارة أدق لسان حال ذلك الهو الذي يتكلم في باطن الذات بضمير المتكلم أو بضمير المخاطب.
إن سيادة الشخصية فكرة مرفوضة عند فرويد على اعتبار أن المتكلم الحقيقي ليس هو الأنا أو الذات بل الهو.
صحيح أن فرويد يتحدث عن الكبت فظاهر حديثه قد يوحي بأن الكبت كبت لشيء و لكنه في الحقيقة هو كبت لمقال أو حديث ذي بنية خاصة مع العلم بأن من شأن هذا المقال أن يعمل عمله و يؤدي وظيفته بمنأى عن الذات الواعية.
كتاب " تفسير الأحلام " سنة 1900 لم يكن سوى تاريخ لذلك الكشف الكبير الذي حققه فرويد حين كشف النقاب عن الوظيفة الرمزية لدى الإنسان على نحو ما تتجلى بصفة خاصة من خلال عقدة أوديب.
إن النظام الرمزي هو العامل المميز للذات الجسدية ،فالإنسان سيكون بالدال و لا يمكن أن يقال على الإنسان انه موجود بحق اللهم إلا بقدر ما يندمج في صميم هذا النظام الرمزي و لعل هذا هو جوهر الكشف الفريدوي.
لا غرو فإنه لو نسي الإنسان الدال فإن نفسه لا ينساها أبدا و لو تساءلنا عن مصدر اللغة التي تتكلم عبر فجوات المقال البشري العادي لوجدنا أن هذا المصدر إنما هو الرغبة و الرغبة هي دائما رغبة في الآخر و هذه تتخذ شكلا أو صورة من خلال هذا الاتجاه.
إن اللاوعي عند فرويد يتكلم و إذا كان من شأن الإنسان أن يتكلم فما ذلك إلا لأن الرمز الذي سبق لنا أن نفذنا إليه إن لم نقل أننا ولدنا فيه من جديد ولادة ثانية حينما تجاوزنا تلك المرحلة التي لم نكن نملك فيها القدرة على الكلام ألا و هي مرحلة الطفولة مع العلم أن كلمة In fans في اللاتينية إنما تعني من لا يتكلم و إذا كان لهذه اللغة طابع كلي شمولي بمعنى أنها تقبل الترجمة إلى كافة الألسن فما ذاك إلا بسبب بساطة المدلول إذ أن رموز التحليل النفسي النابعة من تلاقي كل من الرغبة و اللغة إنما تنصب كلها مهما يكن من اختلافها و تنوعها و تعدد أشكالها على البدن و علاقات القربى و موضوعات الولادة و الحياة و الموت.
يؤكد فرويد خاصة في كتاب " تفسير الأحلام " على أن للحلم بنية خاصة ألا و هي بنية اللغز أو الأحجية الذي لا بد من العمل على فك رموزها أو فض شفراته ،إننا نسلم بأن فرويد قد تفطن بالفعل إلى الدلالة الرمزية للأحلام و الجديد لدى لاكان هو التشديد على ضرورة ارتداد التحليل النفسي إلى الكلام أو اللغة على اعتبار أن البعد اللغوي هو الدعامة الحقيقية للتحليل النفسي كله.
إن الأساس الذي يحكم الإنسان هو اللغة ما دام من شأن الرمز (أو على الأصح الدال) أن يخترق كل وجوده أو وجوده الجسدي و أن يدعم كيانه و يؤسسه باعتباره إنسانا جسديا و ليس المريض العصابي في نظر لاكان سوى دال لمدلول قد تم كبته في أعماق الشعور و كأنما هو رمز قد سجل فوق رمال الجسد فأصبح يشارك في اللغة بغموضه الدلالي و حينما نجح فرويد في حل شفرات تلك اللغة عندها استطاع أن يظهرنا على الرموز الأولى التي تعمل عملها في الاضطرابات الهستيرية و المخاوف المرضية و شتى متاهات العصاب الحضاري و من هنا فإن العصاب فيما يقول لاكان هو الصورة الحديثة لما كان هيقل يسميه باسم الوعي الشقي.
إن لاكان يقتصر على القول بأن الرمز هو الذي يؤسس الوجود البشري بل هو يحاول أن يشرح لنا بنية هذا الرمز أو الدال على نحو ما يتجلى في صميم اللاشعور مستعينا في ذلك بالنظرية اللغوية في العلامة عند دوسي سير و هنا يقرر لاكان انه لا بد من تفسير العلاقة بين الدال و المدلول على اعتبار أنها صلة لا تخلو من انفصال ما دام الدال المتضمن في اللاشعور لا يحيل بالضرورة إلى مدلول واضح تماما. و الحق يقال أن للاشعور بيانه أو بلاغته الخاصة و لا بد لنا من العمل على اكتشاف بعض قواعد ذلك البيان أو نطق البلاغة يمكن أن نتحدث عن بيان و بلاغة الجسد فللجسد بلاغته و لاكان يحصر هذه القواعد في قاعدتين أساسيتين:
* قاعدة الاستعارة ****phor.
* قاعدة الكتابة Metonymy.
لاكان يذكرنا بأن الاستعارة تقابل ما سماه فرويد باسم الكبت Refoulement في حين أن الكتابة تقابل ما أطلق عليه اسم التحويل أو الإزاحة و لا سبيل لنا إلى فهم عمل الحلم إلا إذا انطلقنا من هذا التحليل اللغوي الذي هو وحده الكفيل بإطلاعنا على حقيقة منطقة اللاشعور.
لا بد من التوقف عند ذلك الرمز أو الدال الأساسي الذي قال عنه لاكان مثله مثل فرويد أنه الكفيل بتفسير الرغبة و هنا يؤكد لاكان على أن هذا الرمز الأساسي الذي تنتظم بالقياس إليه كل سلسلة الرموز و الذي يتحكم بالتالي في كل وجودنا إنما هو القضيب Phallus و ليس المقصود بالقضيب هنا عضو الذكورة بل المقصود به ذلك الرمز الجنسي الذي يشير إلى النشاط اللبيدي سواء كان ذلك عند الرجل أو عند المرأة و نحن نعرف كيف أن التحليل الذي قام به فرويد لحالة الطفل "هانز Hans" قد كشف لنا عن وجود نزعة حنينية عامة لدى الطفل تجعله ينسب وجود قضيب إلى سائر الموجودات البشرية و من ثمة فانه تصور أن أي موجود لا يملك قضيبا "مثل أخته أو أمه" لا بد أن يكون قد خضع لعملية بتر أو اخصاء و لكن المهم أن الطفل في هذه المرحلة المبكرة من مراحل تطوره الجنسي لا يضع القضيب في مقابل المهبل بل (مع العلم أن الفتاة الصغيرة تكاد تجهل كل شيء حتى المهبل الموجود لديها ) هو يقيم تقابلا بين حالة امتلاك القضيب و حالة الاخصاء أو البتر التام و من هنا فان عضو الذكورة يقوم بدور الرمز الجنسي نفسه دون أن يكون مجرد "موضوع متخيل" لبعض التهيؤات أو الهلوسات بل دون أن يكون مجرد شيء حسن أو سيئ جزئي أو داخلي و عندما يقول لاكان عن القضيب انه الدال الأساسي للاشعور فانه يعني بذلك أن القضيب لا يمثل مجرد واقعة جنسية هي بمثابة تحديد تجريبي لأحد الجنسين بل هو عبارة عن العضو الرمزي الذي يؤسس الجنسية بأسرها من حيث هو نسق أو بنية تتحكم في وجود كل من الرجل و المرأة على السواء.
إن الرمزية اللغوية التي اكتشفها فرويد و من بعده لاكان على مستوى اللاشعور لدرجة أن الوظيفة الرمزية عندهما قد أصبحت تمثل جوهر الكشف التحليلي مما دفع بعض رجالات علم اللغة أنفسهم و على رأسهمBenviniste إلى التساؤل عن الوظيفة الحقيقية للغة في صميم هذا الاكتشاف الفريدوي و الواقع أن رمزية اللاشعور على الرغم مما قاله فرويد و لاكان لا تمثل ظاهرة لغوية بالمعنى الدقيق للكلمة و إنما هي عامة مشتركة بين عديد الثقافات بغضّ النظر تماما عن مسألة اللغة و آية ذلك أننا لو نظرنا إلى عملية التحويل أو عملية التكثيف لوجدنا أنفسنا إزاء ظاهرتين تعملان على مستوى الصورة الحسية لا على مستوى النطق الصوتي أو التفسير الدلالي.
إن المحلل النفسي يحاول في العادة الامتداد إلى ما وراء الرمزية المتضمنة في اللغة من اجل اكتشاف رمزية أخرى من نوع خاص ألا وهي تلك الرمزية النفسية اللاشعورية التي تعمل عملها من وراء ظهر الفرد لأنها تتجلى من خلال ما ينساه و يسقط من حسابه أكثر مما تتجلى فيما قد يقوله أو ينطق به إن لم نقل أنها تتجلى بشكل أوضح من خلال ما يكتبه و يأتي التصريح به و حسبنا أن نعود إلى الحلم مثلا لكي نتحقق مما يقوله فرويد من انه يجعل منطقه الخاص الذي لا يعترف بمقولات التعارض و كأنما لا يعترف أصلا بمقولة السلب أو كلمة اللاّ.
الهو في التحليل النفسي يتكلم و هو إذ يتكلم فانه يتكلم على لسان الجسد.إن حديث الهو،أي حديث الجسد ليس مجرد لغة عادية تقوم على نسق من المتقابلات الضمنية على طريقة دي سوسير و إنما هو مقال عمل يحمل معنى الخلاص أو التحرر و كأنما هو البشرى السعيدة التي هي فاتحة لهذه المحبة .
النص النيتشوي نص تكون فيه الكلمات دوافع و ميول و أهواء الجسد و الدوافع تتراص و تتسلسل و يعارض بعضها البعض في مركبات نفسية حيوية كالعبارات و تقوم بينها الفواصل التي هي كالنقاط بين الجمل.
لاكان قرأ الجسد نصا .و التحليل النفسي منذ لاكان أرسى كون الجسد نصا و حاول قراءته و تفكيك رموزه الأخرى الأكثر غموضا و إشكالية .فالجسد يتكلم عن طريق الرغبة،و الرغبة النابعة من عضلات الجسد تتكلم و تومئ و تخاطب الأجساد الأخرى.
لا ينفصل الجسد عن الخطاب فللجسد فكرة و للفكر مادته و نصه فالنص جسد و الجسد نص كما يقال اليوم و بلغة أخرى لا انفصام بين لذة الخطاب و لذة الحب و العشق بين اللوغوس و الايروس و لنقل بالأحرى إن الايروس يتجلى عبر اللوقوس و التجلي الايروسي العشقي لا يقتصر على الشعراء و الأدباء بل يتجلى أيضا لدى الزهاد و الصوفية و عشاق الله.
عزيز منير غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-09-2008, 12:43 PM
  #2
N-Kyo
إدارة نجــــــــــاح نت
 الصورة الرمزية N-Kyo
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: نجــــــــــــــــاح نت
المشاركات: 2,465
N-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to all
افتراضي

شكرا لك أخي على المعلومات المهمة
والقية حول هدا المفهوم تحياتي لك
__________________
( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل
السماء عليكم مدرَاراً ويمددكم بأموال وبنين
ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهاراً )
-----------------------------------------
( اللهم إن كان لي رزق في السماء فأنزله وإن كان لي رزق في الأرض فأخرجه وإن كان معسراً فيسره وأن كان بعيداً فقربه وإن كان حراماً فطهر)

-----------------------------------------


ماشاء الله لاقوة إلا بالله




N-Kyo غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر رد
حصريا دروس في اللغة الفرنسية Cours de Francais MP3 تعلم اللغة وطريقة النطق والقواعد N-Kyo الفرنسية 6 02-11-2012 01:07 PM
دروس اللغة 1er bac ex نبيل م الفرنسية 0 06-04-2010 02:12 PM
تفتيت الحصى بدون جراحة NEO الطب والصحة 0 07-23-2009 10:42 AM
الفجل يفتت الحصى ويذيب الشحوم أميرة الطب والصحة 0 03-23-2009 07:47 PM


الساعة الآن 04:05 PM.



تعريف :

نجاح نت منتدى يهتم بجميع متطلبات مستعملي الإنترنيت وخصوصا البرامج وشروحتها وأمور ديننا الحنيف و المناهج الدراسية والألعاب...


جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond