سارة ضحّت بنفسها من أجل جنينها
ضحّت أم باكستانية تقيم في دبي بنفسها، وماتت مصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، لتحمي جنينها من الموت.
الأم سارة عمران هي ثاني حالة وفاة في الدولة بـ«أنفلونزا الخنازير»، توفيت في مستشفى دبي يوم 25 أغسطس الماضي، بعد معاناة مع المرض استمرت 23 يوماً.
وروت مصادر طبية لـ«الإمارات اليوم» تفاصيل حالة سارة بالقول «إنها أصيبت بالفيروس، ودخلت المستشفى تعاني أعراض الإصابة به، وبعد تشخيص حالتها أعطيت العلاج اللازم، وخرجت من المستشفى، لكنها ترددت في تناول الدواء خشية أن يصاب جنينها بسوء، جراء تأثير العقاقير الطبية».
وبسبب المخاوف على الجنين «تراخت الأم في تعاطي الدواء»، ما أدى إلى «تدهور حالتها»، وبالتالي «إعادتها إلى المستشفى مصابة بنقص حادّ في الأوكسجين وتدهور في حالتها الصحية، ما استدعى إجراء جراحة قيصرية عاجلة لها، وخرج الطفل في حالة جيدة، ليعيش وتتوفى أمه بعد الولادة بأيام عدة».
وفي التفاصيل، قالت مصادر طبية إن «المتوفاة سارة أصيبت بأعراض أنفلونزا شديدة، ودخلت المستشفى بداية أغسطس الماضي، وبإجراء التحليل المخبري تبينت إصابتها بفيروس (H1 N1) المعروف باسم أنفلونزا الخنازير». وقدم الأطباء إلى المريضة، وهي
حامل في شهرها الثامن، الأدوية اللازمة لحالتها، لكنها «خشيت أن تؤثر العقاقير الدوائية في صحة جنينها، فتراخت عن تعاطي الدواء». ووفق مصادر طبية تابعت حالة سارة، فإن
حالتها «تدهورت، وعادت إلى المستشفى مرة أخرى بعد نحو خمسة أيام من خروجها، وهي تعاني صعوبة شديدة في التنفس ونقصاً حاداً في الأوكسجين»، وشُخصت حالتها بأنها «حرجة وخطرة، ما استدعى وضعها في العناية المركزة».
وبمتابعة الأطباء «
كان لابد من إجراء جراحة قيصرية لحماية الجنين الذي كان معرضاً للوفاة لسوء حالة أمه»، وبالفعل
«أجريت الجراحة لها في الأسبوع الـ33 من الحمل، وخرج الطفل من غرفة العمليات، في صحة جيدة تماماً».
وذكر أطباء أن «جراحة الولادة كانت ضرورية لتخفيف أعراض المرض، ومضاعفاته عن الأم، ومحاولة الإسراع في شفائها».
وبقيت الأم نحو «14 يوماً بعد الولادة على أجهزة التنفس الاصطناعي، وكانت تعاني فشلاً في التنفس ونقصاً في الأوكسجين، الأمر الذي أدى إلى وفاتها يوم 25 أغسطس الماضي».
من جانبه، قال الاستشاري في مستشفى دبي الدكتور أشرف الحوفي لـ«الإمارات اليوم» إن «قرار إجراء الجراحة القيصرية يعد الأفضل، إذا ما كانت الأم تعاني حالة طبية حرجة، سواء أكانت مصابة بأنفلونزا الخنازير أم بغيرها». مشيرا إلى أن «التراخي في إجراء الجراحة يعرض الأم والجنين للخطر، وفي حال نقص الأوكسجين في الدم، يمكن أن يولد الطفل مصاباً بأضرار في المخ».