الكثير تحدثوا عن يوم السبت الممل أو «الغثيث» كما يقال بالعامية، وهناك من يحلل أسباب «غثاثة» هذا اليوم بأنه مرتبط بالصهاينة اليهود، وبما أن العالم يكره الصهاينة اليهود فمن الطبيعي أن يكره الغالبية هذا اليوم.
***
هذا التحليل لا يمكن له أن يصمد حين نعرف عادات اليهود، فهم لا يعملون أي شيء في هذا اليوم، وبما أنك تكره الصهاينة اليهود! فمن المفترض أن تكون عكسهم.
***
هناك من يحيل الأمر إلى أنه يأتي بعد الإجازة الأسبوعية، ومن الطبيعي أن يكون مكروها. أيضا هذا التحليل لا يصمد إذ تذكر ما الذي حدث لك يوم الجمعة، فيوم الجمعة ليس إجازة تمارس فيها كسلك ولا مبالاتك، بل هو يوم عمل تعبدي واجتماعي محض، فإما أن يحضر الأقرباء لك أو أنت تذهب لهم لتنموا في خلق الله، وإن لم يحدث هذا، فأنت مطالب بالتفرغ التام لتلبية احتياجات الأسرة، فهم تحملوا غيابك طوال الأسبوع، وهذا يومهم الخاص جدا.
***
بمعنى أنك في عمل مستمر طوال الأسبوع، أو أنت تشبه إلى حد كبير «ثور الساقية»، مع ملاحظة أنهم لا يغلقون عينيك مثل الثور، الذي يظن أنه يجوب الأرض فيما هم يخدعونه، «أحيانا الخداع أفضل من معرفة الحقيقة». أحدهم يفسر الأمر بأن القضية ليست في يوم السبت، بل بما يحدث لك في كل أيام العمل، فهو يقول: ما أن تركب سيارتك وتنطلق من حارتك لتصل للطريق العام حتى تكتشف فلسفة الطرقات لدينا لتكره يوم السبت. فهي قائمة على مقولة «أنا ومن بعدي الطوفان»، فالذي خلف سيارتك ومع اشتعال الأخضر تبدأ سيارته بالصراخ عليك لتتحرك، مع أن السيارة التي أمامك واقفة، أشرت له بيدي أن يصبر، من خلال المرآة رأيت شفاهه تتحرك لكن الصوت لم يصلني، أظنه قال: «آسف» بالإضافة لبعض الكلمات الطيبة التي لم أفهم من حركات شفاهه سوى «أمي وأبي». ولأني أحب الوسطية دائما ما ألجأ للمسار الذي في الوسط، الوسطية ليست أمرا جيدا في الطرقات، فإن تحرك مسارك سيضغط عليك المتطرفون ليسرقوا دورك.
***
حين تخرج للخط السريع ستتجلى لك فلسفات كثيرة، رجل مسن يلزم الجهة اليسرى ويمشي على مهل، من باب فلسفة «صدر المجلس للكبار».
كذلك يمكن لك وأنت في الطريق رؤية مهاجمي المستقبل، فهناك شباب يتدربون على المراوغة قبل أن يصلوا لمنتخبنا.
يمكن أيضا ودون إنذار أن تجد شخصا ما قرر أن يدخل من مسار لآخر دون إذن، بالتأكيد هو غاضب من زوجته، إذ ذاك ستكتشف لماذا قال أحد الحكماء: «وراء كل جريمة امرأة»؟
***
في يوم الأحد ستكتشف أنه يشبه السبت، ستكتشف أيضا أن يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء يشبهون السبت.
فتصل لفكرة مفادها: أننا ظلمنا يوم السبت، فهو مثل باقي الأيام، وأن المشكلة ليست به، بل في سياسة «أنا ومن بعدي الطوفان»، التي يؤمن بها الكثير أكثر من أي شيء.
***
تقبلوااا تحيااااتي
م ن ق و ل
الزلزال الثالث
02-15-2009, 12:02 AM
السبت مضلوم !!!
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
