![افتراضي](images/icons/icon1.gif)
غــــزة...لا تحــزني نحــن معـك!! سـرقة الأحــلام...!!
السلام عليـكم...
ـــــ
نـام أحمـدُ الصغـير وبدأ يحلم...
يحلمُ أن سمـاء دير البلـح في ذلك اليـوم صافيةٌ جـداً ، فلم يـرَ بعد فيـها طائـرات وصواريـخ الحـرب
الإسرائيليـة ، ففي حلمـهـ الشـوارع نظيـفة ، مليئـة بالأشجـار والأزهـار والبحـر هادئ لا توجد فيه
أمـواج مجنونـة ولا زوارق العـدو الإسرائيلي الَّـذي يضـرب ديـر البلـح من ذلـك البحـر الَّـذي يحـبه
ويعشـقه ، كـان أحمـد ينظـر إلى هـذه المدينـة الجميلـة الَّـتي ولـد فيهـا - مندهـشـاً لأول مـرة.
ركـض أحمـد في شـوارع المـدينة بسـرعة كبـيرة كأنـه يسـابقُ الَّريـح ويتـحدى الزمـن فرحاً
جـداّ.
قـالت أمـه: قـف يا أحمـد لا تبعتـد كثيـراً.
قـال أحمـد: إني أحـب الـركض يـا أمـاه ، ألا تعـرفين ذلـك؟!!
قـالت الأم : ولكنـي أعـلم أنك تحـبُ كرة الـقدم.
قـال أحمـد: نـعم يـا أمـي فهـي لعـبتي وحـلمي الـوحيد.
وجـد أحمـد أولاداً يلعبـون كـرة القـدم.
قـال أحمـد: دعيني ألعـب معهـم.
قـالت الأم : إلعب يـا بنـي ولكـن!! اطـلب الإذن منهـم أولاً.
ذهـب أحمـد إلى الأولاد وقـال لهـم: هـل ألعب معـكم؟
قـال الأولاد : لكنـّك صغيـر. هل تعـرف أن تلـعب كـرة القـدم؟
قـال أحمـد : نـعم ، وعنـدما أكبـر سأصبـح مثـلُ الكـابتين رابـح ، فأنا أشـاهده دائماً.
لعـب أحمـد مع الأولاد .. كـانت الكـرة بين قدمـيه كهّداف مـاهر عينـاه على المـرمى ، قـام أحمـد
بتسـديد الكـرة ودخـل الهـدف الأول ، فصفـق له الأولاد وهتفـوا .. أحمـد ... أحمـد..
وفجأة انقطع حـلم أحمد وشعـر بأن شيئاً ثقيـلاً سـقط على قدمـيه فاستيقـظ على قذيفةٍ بتـرت
رجـليه ، فعـرف أحمـد أنه منـذ الآن لن يتحـرك ، لن يمشي ، لـن يـلعب ، ولـن يشـعر بالسعـادة ،
فقـد كـان كل شيءٍ حـلماً ، حـلم سـرقه العدو الصهيونـي ، وحـطمته قـذائف الغـدر.
ــــــــ
فماذا سيفعل أحمد..لن يمارس لعبته المفضلة ألا وهي كرة الـقدم..لن يستطيع المشي ولا
الركـض..
الإحتـلال.. دمـر حياتنـا..وأبعدنا عن أحلامنا...لكننـا في وجـهه صـامدون ثـابتون!!
ــــــــ
كانت قصة قصيرة من تأليفي..بسبب الحـرب على غـزة..
لن تتحقق أحـلامنا ما دام هـذا الحـصار وهـذا الألم الذي يحيط بالجميع..
أرجو أن تكـون قد نـالت إعجباكم..