العودة   نجاح نت > المنتديات العامة > المنتدى الاسلامي

المنتدى الاسلامي خاص بكل ما يتعلق بديننا الاسلامي من خطب ومحاضرات واناشيد إسلامية وكدلك أدعية وصور اسلامية وما اليه

إضافة رد
أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع
قديم 03-23-2009, 06:32 PM
  #1
أسد الليل
عضو محترف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 376
أسد الليل is on a distinguished road
افتراضي [مقال] ( طليعة ) التنكيل ... ( منقول )

( طليعة )



التَّنْكِيلُ



بِمَا



فِي أَقْوَالِ الْحَلَبِيِّ مِنَ الأَبَاطِيلِ





( 1 )







كتبه
أبو عبد الرحمن بن حسن الزندي الكردي







بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله ، وصحبه ، ومن والاه إلى يوم القيامة .
وبعد؛
فإنَّ الأيام دول، قال تعالى: وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا...الآية [آل عمران:140]، ولا يأتِي يومٌ إلاَّ والذي بعدَه شَرٌّ منه، وقد قال الإمام البخاريُّ -رحمه الله تعالى- في (الْفِتَنِ /بَابٌ: لَا يَأْتِي زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ) ج13/ص26 -فتح:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ؛ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنْ الْحَجَّاجِ! فَقَالَ:
"اصْبِرُوا؛ فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ "، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قال الحافظ -رحمه الله- في "الفتح" 13/27 ط3-السلام والفيحاء:
أخرج يعقوب بن شيبة، من طريق الحارث بن حصيرة، عن زيد بن وهبٍ قال: سَمِعْت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُول:
لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ شَرّ مِنْ الْيَوْم الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ، حَتَّى تَقُوم السَّاعَة ، لَسْت أَعْنِي رَخَاءً مِنْ الْعَيْش يُصِيبهُ، وَلَا مَالًا يُفِيدُهُ، وَلَكِنْ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ يَوْم وَإِلَّا وَهُوَ أَقَلّ عِلْمًا مِنْ الْيَوْم الَّذِي مَضَى قَبْلَهُ ، فَإِذَا ذَهَبَ الْعُلَمَاء اِسْتَوَى النَّاس؛ فَلَا يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر فَعِنْدَ ذَلِكَ يَهْلَكُونَ ".
وقال -رحمه الله-:
وَمِنْ طَرِيق أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ اِبْن مَسْعُودٍ.. قَالَ:
" فَأَصَابَتْنَا سَنَةٌ خِصْبٌ؛ فَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ أَعْنِي، إِنَّمَا أَعْنِي ذَهَابَ الْعُلَمَاءِ ".
وَمِنْ طَرِيق الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْهُ قَالَ:
" لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا وَهُوَ أَشَرُّ مِمَّا كَانَ قَبْلَهُ، أَمَا إِنِّي لَا أَعْنِي أَمِيرًا خَيْرًا مِنْ أَمِير، وَلَا عَامًا خَيْرًا مِنْ عَامٍ، وَلَكِنْ عُلَمَاؤُكُمْ وَفُقَهَاؤُكُمْ يَذْهَبُونَ ثُمَّ لَا تَجِدُونَ مِنْهُمْ خَلَفًا ، وَيَجِيء قَوْم يُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ ".
وَفِي لَفْظ عَنْهُ مِنْ هَذَا الْوَجْه:
" وَمَا ذَاكَ بِكَثْرَةِ الْأَمْطَار وَقِلَّتهَا، وَلَكِنْ بِذَهَابِ الْعُلَمَاء ، ثُمَّ يَحْدُث قَوْم يُفْتُونَ فِي الْأُمُور بِرَأْيِهِمْ فَيَثْلِمُونَ الْإِسْلَام وَيَهْدِمُونَهُ " .
أقول: وهَذهِ الآثارُ لا تَخرج عن درجة الحسن إنْ شاء الله! لاسيَّما على قاعدة الحافظ فيما ذكرها في ديباجة "الفتح".
ولا شكَّ أنَّ الخِلافَ [ كلَّهُ ] شَرٌّ، كَمَا قَالَ الصَّحابيُّ الجليلُ عبدُ الله بْنُ مسعودٍ -رضي الله عنه-، كما في سنن أبي داود ( 1960 ) ، وغيره.
بل ربُّنَا -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل قال: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ[الأنفال: 46].
ثمَّ إنَّ الشَّرَّ والخلافَ والإثم والعدوان على من خالف أهل السُّنَّة والجماعة ، أهل الحديث ، الفرقة الناجية ، الطائفة المنصورة ، السلفيين ، لا على من تمسك بسنَّةِ النَّبِيِ -صلى الله عليه وسلم- ، على فهم سلف الأُمَّة -رضي الله عنهم- ، وعلى خُطَى العُلماء الرَّبَّانيين ، لا مَن يأتي وينتهج لنفسه -فيما سوَّلتْ له نفسُه- منهجًا جديدًا أفيحَ يسع الأمة كلَّها إلاَّ أهلَ السُّنَّة والجماعة ، السلفيين !
وإذا بهم (... وفَجْأَةً؛ قَلَبُوا لَنَا ظَهْرَ المِجَنّ... وَبِغَيْرِ سَبَبٍ سِوَى الإِحَن! ) [منهجه ص18 ].
ويرمز إليه بفتح منتدى جديد له باسم: كل السلفيين ، بل لم يقف ( الحلبي ؟! ) عند فتح هذا المنتدى ، وإنما أعلن بكل صراحة ( بل بكل وقـ... ) انفصالاً عن أهل السنة .
ثم يقول: ( فَالعِلْمُ هُوَ هُو، وَقَواعِدُهُ هِيَ هِيَ؛ وَلَكِنَّ بَحْثِي-جُلَّهُ- فِي تَصَرُّفَاتِ التَّطْبِيقَات، وَهِيَ الَّتِي يَحْتَاجُ كَثِيرٌ (مِنْهَا) إِلَى مُعالَجَةٍ وَتَسْدِيد... ) [هامش منهجه ص11 ].
فالتاريخ يعيد نفسه من جديدٍ علينا ، وهذا ليس ببعيدٍ عن أهل الأهواء والبدع ، والتاريخ لا يرحم أحدًا على حدِّ تعبيرهم!!
لعلَّ علي حسن استفاد من تجربة شيخه وأستاذه المصري أبي الحسن!
فلما انفصل المأربي عن أهل السنة وأعلن الحرب عليهم نشأ لنفسه موقعًا ( بل منتدى ) ، وأسمَاهُ بـ: الاستقامة ، وكان بـ: ( السقامة ) ، أشبه .
كما أنَّ منتدى ( كل السلفيين ) بـ: ( كل الحزبيين ) و بـ: ( كل المميعين ) ، أشبه ، فما أشبه الليلة بالبارحة ! واعدوا العُدَّة من قبلُ ! لشن هذه الحروب الضروسة ضد أهل السنة ، ويعرف علي حسن أنَّ أهل السنة سيردُّون عليه ، ويقصدونه من كلِّ حدب عن قوس واحد، بعد أنْ رماهم بالظلم والعدوان، وعدم الإنصاف والبيان، ورميهم بالاعتداء والطغيان، وعدم استثناء ولا تأن، والله المستعان، وعليه التكلان.
وقد قال في " منهجه " ص228:
( فرحِمَ اللهُ امرءاً قَهَرَ هواه، وأطاع الإنصافَ وقوَّاه، ولم يتعَمَّد العَنَتَ، ولا قَصَدَ قَصْدَ مَن إذا رأى حَسَناً سَتَرَهُ، وعَيْباً أظهَرَهُ وَنَشَرَه.
ولْيتأمَّلْه بعين الإنصاف، لا بعين الحسد والانحراف.
فمَن طلب عَيْباً وَجَدَّ: وَجَدَ، وَمَن افتقَدَ زَلَلَ أخيهِ بعين الرِّضا والإنصاف فَقَدْ فَقَدَ.
والكمالُ مُحال لغير ذي الجلال».
كذا في «فيض القدير» (1/13) -للمُناوي-.
قُلْتُ:
وَمَا كَتَبْتُ الَّذِي كَتَبْتُ إِلاَّ أَدَاءً لَلوَاجِب، وَلَـمًّا لِشَمْلِ (الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّة)، وَدُعَاتِهَا، وَحَمَلَتِهَا، وَأَبْنَائِهَا، وَجَمْعاً لِلْكَلِمَة -وَاللهُ يَشْهَدُ وَيَعْلَمُ-.
وَلَسْتُ مُبَالِياً بِأُولَئِكَ النَّفَرِ الَّذِين لاَ يَهْدأُ لَهُم بَالٌ إلَّا بِاخْتِلاقِ (الخُصُومَات)، وَصِنَاعَةِ (الأَعْدَاء) -صَبَاحَ مَسَاء-!
وممَّا عَلِقَ بالذهن -قديماً- قولُ بعضِ أئمةِ السَّلَفِ: «ليس العاقلُ الذي يُكَثِّرُ أعداءَهُ»!
فـ(هَؤُلاَءِ) «يَبْتَغُونَ لِلْبُرآءِ العَنَت»؛ بِمَا يَتَقَوَّلُونَ عَلَيْهِم، وَيَتأَوَّلُونَ كَلاَمَهُم، وَيَتَدَخَّلُونَ فِي مَقَاصِدِهِم -بِالظَّنِّ وَالتَّخْمِين-، وَقَوْلِ غَيْرِ اليَقِين- مِنْ غَيْرِ (تَثَبُّتٍ) وَلاَ تَبْيِين-.
وَإِنِّي عَلَى (مِثْلِ) اليَقِينِ -وأرجو أنْ لا يكونَهُ!- أَنَّهُم سَيُشْهِرُونَ فِي وَجْهِي(!) سَكَاكِينَ التَّشْكِيك! وَخَناجِرَ الطَّعْن!! وَبَنَادِقَ التَّبْدِيع!!!
وَسَيَقُولُون:
«هَذَا تَغَيَّرَ مَنْهَجُهُ»!
«هَذَا يُدَافِعُ عَن المُبْتَدِعَة»!
«هَذَا يُسْقِطُ العُلَمَاء»!
«هَذَا يَطْعَنُ بِالسَّلَفِيِّين»!
«هَذَا يُقَعِّدُ قَوَاعِدَ بَاطِلَة»!
«... مُبْتَدَعَة»!
«... فَاسِدَة»!
وقد يصلُ الأمرُ بهم -تهويشاً، وتحطيباً، وتحطيماً -إلى أن يقولوا (!):
«يُدافعُ عن سيِّد قُطُب!»!
... كُلُّ ذَلِكَ لأَنِّي خَالَفْتُهُم فِي تَبْدِيعِهِم وَتَضْلِيلِهِم لِـ(بعضِ) مَنْ أَدِينُ اللهَ -تَعَالَى- بِأَنَّهُ سُنِّيٌّ ذو أخطاءٍ، وَهُمْ يَقُولُون: بَلْ مُبْتَدِع -بلا تَأَنٍّ وَلاَ استِثْناء-!!
مَعَ أَنَّ الأَصْلَ فِي الإِنْكَار -إن كان ولا بُدَّ!- أَنْ يَكُونَ مِنِّي عَلَيْهِم!! وَلَكِنْ...
وهذه -كُلُّها- فعائلُ وخِصالٌ لا يقومُ بها إلَّا أهلُ الغُلُوِّ!
فمَن وَصَفَ (هؤلاء) بسَبَبِ غُلَوائهم، وتشدُّدِهم-بـ(أفراخ الحدَّاديَّة): لم يُبْعِدْ!!
وهذا الوصفُ يُشبه -جدًّا- ما قاله -في هذا الصنف!- فضيلةُ الشيخ ربيع بن هادي -حفظهُ اللهُ- في مجلس لَهُ عُنْوانُهُ «الحُبّ في الله والاعتصام بحبله»:
«يوجد عند بعض الشّباب السلفيّ شِدَّةٌ تُشبه (الحدَّادِيَّة)!!
فهذه تُتْرَك...».
ثم قال -في المجلس نفسِه-:
«إذا سقط الواحدُ مِنَّا يكونُ أخوه له مثلَ الطبيب؛ يأخذ هذا المريضَ إلى المستشفى، يُعالجُه باللُّطْفِ والحِكمة.
هُناك أناسٌ عندهم شِدَّة وحِدَّة؛ إذا سَقَطَ الإنسانُ: أجهزوا عليه -مع الأسف الشديد-!
ابتعِدوا عن هذه الشِّدَّة المُهْلِكة، وعن التَّساهل المضيِّع للحَقّ، وتراحَموا فيما بينكم، وتناصحوا بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة..».
قلتُ:
بل (منهم) مَن يُجْهِزُ على (مُخالِفِهِ) قبل السُّقوط!!
هدانا اللهُ وإياكُم، وإيَّاهم -سواءَ السَّبِيلِ-.
... فلئنِ استمَرَّ هذا النَّفَسُ -هكذا- في (الدعوة السلفية)؛ فعليها العَفاءُ والسَّلام!
وكيفما كان الأمرُ -والحمدُ لله- فلم يَصِلْ (شديدُ) كلامي، و(خَشِنُ) لفظي: إلى أنْ:
أُبَدِّعَ...
أو أُسْقِطَ..
أو أسْتَأْصِلَ..
أو أُضَلِّلَ...
حتى لا يُقالَ فيَّ -بالباطلِ-: أنِّي أطعَنُ في السَّلَفِيِّين!
فالسَّلَفِيُّون -كغيرِهم مِن بني آدم- يُخطئون ويُصيبون!
فكيف يكونُ نقدُ بعضِ سُلوكيَّاتٍ منهم -أو مِن بعضِهم- طعْناً فيهم؟!!
سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ....
بل إنِّي أرى أنَّ السُّكوتَ عن أخطاءِ بعضِنا بعضاً -نحن السَّلَفِيِّين- قد يُدخِلُنا في مُشابهةِ مَن قال اللهُ -تعالى- فيهم -مُبَكِّتاً لهم-: كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ....
وهذه -ساعتئذٍ- الطامَّةُ الكُبرى!
نعم؛ بالرِّفْقِ، واللِّين، والكلمةِ الطَّيِّبة -ما استطَعْنا إلى ذلك سبيلاً...... وغايةُ ما قلتُهُ وذَكَرْتُهُ-بمِنَّةِ الله- لا يخرُجُ عن أُصولِ ما يُسَمَّى -اليومَ- بـ(النقد الذاتي)؛ حتى لا تغرَقَ السَّفينة! ......
وَلْيُعْلَمْ أَنَّ كَلاَمِي -كُلَّهُ- إِنَّمَا هُوَ مُوَجَّهٌ (لِأَهْلِ السُّنَّة)، وَ(لِدُعَاةِ مَنْهَجِ السَّلَف)، وَلِحَمَلَةِ هَذِهِ (العَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة المُبَارَكَة)- إِذَا أَخْطَأَ وَاحِدُهُم، أَوْ زَلَّ بَعْضُهُم-.
قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ....
لاَ لِمُبْتَدِعٍ شَقِيّ، وَلاَ لِضَالٍّ غَيْرِ تَقِيّ..
لاَ تَرْوِيجاً لِبِدْعَة، وَلاَ دِفَاعاً عَنْ مُبْتَدِعَة!!
لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ...
فلْيَتَّقِ اللهَ -تعالى- كلُّ ناظرٍ فيه، ولْيَنْظُرْهُ نظرةَ نَصَفَةٍ لا تَشْويه!
مع أنِّي على (يقين) أنَّهُ «إذا نَفَرَتِ النُّفُوسُ: عَمِيَتِ القُلوبُ، وخَمَدَتِ الخَواطِرُ، وانْسَدَّتْ أبوابُ الفوائد».
كما قال العلَّامةُ أبو الوَفاء ابنُ عقيل في «الواضح» (1/528).
... فإلى الله -وحدَهُ- المُشْتَـكى، وَفِيهِ -سُبْحَانَهُ- خَلَفٌ- وَهُوَ المُسْتَعَان- ). انتهى.
وقد قال علي حسن:
(... فَأَيْنَ التَّنَاصُحُ فِي الدِّين؟!
وَأَيْنَ التَّوَاصِي بِالحَقِّ المُبِين، وَالتَّواصِي بِالصَّبْر واليقين؟!
أَيْنَ صنائعُ هَؤُلاء الهُوجِ -هَدَاهُم الله- مِنْ بَعْضِ «تَوْجِيهَات» فَضِيلَةِ الشَّيْخ ربيع بن هادي المدخلي -وَفَّقَهُ المَوْلَى -النَّافِعَة-؛ لَـمَّا قَال:
«إِنَّ مُرَاعَاةَ المَصَالِحِ وَالمَفَاسِدِ مِنْ أَهَمِّ قَوَاعِدِ الإِسْلاَمِ وَأُصُولِهِ، وَكَمْ يَجْلِبُ اللهُ بِذَلِكَ مِنَ الخَيْرَ وَيَدْفَعُ بِهِ مِنَ الشَّرِّ!
وَعَدَمُ مُراعَاتِهَا فِيهِ بَلاءٌ عَظِيم».
قُلْتُ:
فَمَا نَتِيجَةُ فِعْلِهِم -ذَاك-، وَثَمَرَةُ تَشَدُّدِهِم-ذَيَّاك-؛ إلَّا الفُرقةَ، والتشتُّتَ، والخُصوماتِ، والضَّعْفَ، والذُّلَّ، وتسلُّطَ الأعداءِ ...
قالشيخُ الإسلام ابنُ تيميَّةَ -رحمهُ اللهُ- في «مجموع الفتاوى» (22/254):
«وبلادُ الشرقِ مِن أسباب تسليط الله التَّتَر عليها: كثرةُ التفرُّقِ والفتن بينهم في المذاهب -وغيرِها-؛ حتى تجد المنتسبَ إلى الشافعيّ يتعصَّبُ لمذهبِه على مذهب أبي حنيفة؛ حتى يَخْرُجُ عن الدِّين، والمنتسبَ إلى أبي حنيفة يتعصَّبُ لمذهبِهِ على مذهبِ الشافعيّ -وغيرِه-؛ حتى يَخْرُجَ عنِ الدِّين، والمنتسبَ إلى أحمدَ يتعصَّبُ لمذهبِهِ على مذهبِ هذا وهذا!
وفي المغربِ: تجدُ المنتسبَ إلى مالكٍ يتعصَّبُ لمذهبِه على هذا وهذا!
وكُلُّ هذا مِن التَّفَرُّقِ والاختلافِ الذي نَهى اللهُ ورسولُه عنه.
وكلُّ هؤلاء المتعصِّبين بالباطل، والمتَّبِعِين الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ، المُتَّبِعِين لأهوائِهم بغيرِ هُدىً مِن الله: مستحقُّون للذَّمِّ والعِقاب.
وهذا بابٌ واسعٌ؛ فإنَّ الاعْتِصامَ بالجماعةِ، والائْتِلافَ مِن أصولِ الدِّين، و(الفرعَ) المتنازَعَ فيه مِن الفروع الخفيفةِ، فكيف يُقْدَحُ في الأصلِ بحفظِ الفَرْع؟!».
قلتُ: و(الفَرْعُ) -المُشارُ إليه-: مسألةُ رَفْعِ اليَدَيْن لحنفيٍّ يُخالفُ مذهبَهُ؛ فَبُدِّعَ بسببِ ذلك!
... والتاريخُ يعيدُ نفسَهُ -بِسَبَبِ السَّفَهِ وَالحُمْقِ-!!
وَكَمَا قَال صلى الله عليه وسلم : «إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِه؛ فَانْتَظِر السَّاعَة» [رَوَاهُ البُخَارِي: (59)]! ). [منهجه ص19-20].
وأقول كما قال الإمام المطّلبي أبو عبد الله الشافعي -رحمه الله تعالى- في الرسالة (ص134، رقم170 ط-التراث ):
( والنَّصيحةٌ لهم فرضٌ لا يَنْبغِي ترْكُه، وإِدراك نافلةِ خيرٍ لا يدعها إلاَّ من سَفِهَ نَفْسَهُ ).
فأين يضع علي حسن نصائح علمائنا إذ حثوه أن يتعلم ويجثو على ركبتيه عند أهل العلماء حتى يتعلم ، لا أنْ يؤلِّف كتبًا ، ويرص فيها الكلمات رصًّا ، بسجع الكهان ! وبكثرة علامات التعجب ! وكثرة الهلال والمعقوفات ! وعلامات الاستفهام ! بل حتى أصبح علي حسن في هذا العصر علمًا بارزًا بتلك الحركات والانفعالات (!؟) ، حتى قال قائلُهُم عنه ، بغض النظر عن منهج ومعتقد القائل (!؟) :
و ( هنالك من عبارات علي حسن المزوَّقة دائمًا بعلامات الاستفهام والتعجب التي يملأ بها مؤلفاته ، بحيث أصبحت علمًا عليه ، ولم أقرأ لأحد ممن ألَّف من يحشد هذه العلامات كحشده ، وهي علامات الانفعال كما هو معلوم في عرف المؤلفين والمحققين .
والمهم من هذا كلِّه: أن من يقرأ رده ...، ولم يتبين حقيقة الأمر ، قد يغتر بأسلوبه في الرد ، وبراعته في الألفاظ ، وأسلوبه في التمويه ، فيشك في مصداقية ( العلماء ) ، ويتهمهم بالتقوَّل عليه ، وظلمه ، وبهتانه ، وهذا الذي يرمي إليه بكتابـ( ـاته ) ... وكشفًا للتمويه الذي يحسنه ( علي حسن ) .
فمن ذلك على سبيل المثال:
نقله لعبارات بعض الأئمة التي يفهم منها حصر الكفر في الاعتقاد ، فيسوقها مستدلاً بها ، ويترك كلام هذا الإمام في مواطن كثيرة من كتبه ، وفيه ما يزيل اللبس الذي قد يعلق من الاقتصار على تلك العبارة فقط.
ومن ذلك:
تسويده دائما لكل كلمة أو عبارة يرد فيها ذكر الاعتقاد أو الجحود أو نحوهما من العبارات التي يستدل بها على أن الكفر لا يكون إلاَّ بالجحود والاعتقاد، ويحاول التمويه على الناس بنسبة ذلك لبعض الأئمة، فينقل عبارة الإمام التي يتحدث فيها عن أنَّ الكفر يكون بالعمل، ويكون بالحجود والعناد، فيكتب العمل بالخط العادي، ويكتب الجحود والعناد بالخط المسود جدًّا، وهذا له أثره على القارئ كما هو معلومٌ، ثم بعد ذلك يزعم أنَّه مجرد ناقل لكلام الأئمة، وليس له في هذا النقل أدنى شيء! ...).
وهذا فِعلُه وفِعالُه في كِتابِهِ الأَخيرِ ، الَّذي وسمه وزورًا وبهتانًا وتمويهًا بـ ( منهج السلف ... ) ، بل منهجه هو ، وإن زعم أنَّه لا يغير منه شيئًا ، وإنما نقل عن بعض الأفاضل ( ولجبنه وخواره لم يذكر من يريد بهؤلاء الأفاضل ، ولكن هم معروفون عند أهل السنة من يريد بهم ) ، وإنما هو علق عليه ببعض التعليقات !؟
وكذلك هذه هي السمة البارزة لكل من جلس إلى علي حسن ، فإنهم يكتبون كما يكتب علي حسن، ويأتوون بسجع الكهان! وعبارات طويلة ما لها قيمة علمية ، حتى تجد ذلك عند من تركه ، وقد بقيت تأثير تلك الانفعالات النفسية فيهم ، نسأل الله تعالى العافية، والله المستعان .
وما درى هؤلاء المساكين أنَّ أهل الحق ، أهل السنة والجماعة ، أهل الحديث ، لا ينطلي عليهم تلك الانفعالات ، التي هي انفعالات مرضى النفوس ، وأن من خالفهم لا يضر إلاَّ نفسه ، ولا يلومنَّ إلاَّ نفسه.
بل الذي يعلن الحرب عليهم ( كان كالحافر حتفه بظلفه ، والجادع مارن أنفه بكفه ) [انظر الرد على البكري ص249 ط-المنهاج].
وقد أحسن القائل:

فيَامَنْ أتَانـا عارضًا رُمـحه وفِـي***بني العـم أقـوامٌ أشدُّ من الأُسُدِ


وقد سئِمتْ نفسي سِوَى ما كتبته***وكم في الزَّوَايا من خَبايَا بلا عدِ


ومِثلُكَ عندِي لا يــــردُّ كلامُـهُ***ولَكنْ دعَى داعٍ إلــى ذلك الرَّدِّ

وقد سكتنا عن الحلبي كثيرًا ، عمَّا يبثُّ من تلكُم السُّموم الضارة القاتلة بين الشباب ، وزعزعتهم، وتشويش معتقداتهم، وبلبلة أفكارهم ، وقد أنذرته وأوعدته إن لم يتُبْ ممَّا هُوعليه في كتابنا ( صعقة المنصور ) من قبلُ ( ... إِلَى أَنْ طَفَّ الصَّاع، وَانْكَشَفَ القِنَاع-وَوَقَعَ الابْتِداع!-: فَظَهَرَتْ، وَنُشِرَت، وَانْتَشَرَتْ وَتُدُووِلَتْ... ). [قاله الحلبي نفسه في كتابه: منهج السلف الصالح في ترجيح المصالح، وتطويح المفاسد والقبائح، في أصول النقد ، والجرح، والنصائح ص7].
بل هذا منهجه وليس بمنهج السلف ؛ لذا نسمي كتابه هذا إذا نقلتُ منه باسم: ( منهجه!؟ ) .
فلينتبه إلى ذلك ، وإن لم نسمِّه من قبلُ!
ثم نقول له ولأمثال ممن سوَّلت له نفسه أن يرد على أهل السنة:
( وليت مصنِّف ذلك الهذيان، تنكَّب عن ميدان الفرسان؛ ليسلم من أسنة ألسنتهم عرضه، وينطوي من بساط المشاجرة طوله وعرضه، ولم يسمع ما يضيق به صدره، ولم ينهتك بين أفاضل الأمة ستره، وإذا أبَى إلاَّ المهارشة والمناقشة، والمواحشة والمفاحشة، فلْيصبر على حزِّ الحلاقم، ونكز الأراقم، ونهش الضراغم، والبلاء المتراكم والمتلاطم، ومتون الصوارم، فوالذي نفسي بيده ما بارز أهلَ الحقِّ قطُّ قرنٌ إلاَّ كسروا قرنه، فقرع من ندم سنه، ولا ناحرهم خصمٌ إلاَّ بشروه بسوء منقلبه، وسدُّوا عليه طريق مذهبه لمهربه، ولا فاصحهم أحدٌ -ولو كان مثل خطباء إياد- إلاَّ فصحوه وفضحوه، ولا كافحهم مقاتل -ولو كان من بقية قوم عاد- إلاَّ كبوه على وجهه وبطحوه، هذا فعلهم مع الكماة الذين وردوا المنايا تبرعًا، وشربوا كئوسها تطوعًا، وسعوا إلى الموت الزؤام سعيًا، وحسبوا طعم الحمام أريًا، والكفاة الذين استحقوا الأقران فلم يهلهم أمر مخوف، وجالوا في ميادين المناضلة واخترقوا الصفوف، وتجالدوا لدى المجادلة بقواطع السيوف ).
[غاية الأماني 1/21-22 ط-ابن تيمية].
وقد نقل علي حسن في "منهجه" ص12-13 عن ابن القيم رحمه الله تعالى حيث قال:
( قال الإمامُ ابنُ قَيِّمٍ الجَوْزِيَّةِ في «مفتاح دار السعادة» (1/444-445-بتحقيقي):
«فإذا أردتَ الاطِّلاعَ على كُنْهِ المعنى -حقٍّ أو باطِلٍ-:
فَجَرِّدْهُ مِن لِباسِ العِبارةِ، وجرِّد قَلْبَكَ مِن النَّفْرَةِ والمَيْل، ثمَّ أَعْطِ النَّظَرَ حقَّهُ، ناظراً بعَيْنِ الإنصافِ.
ولا تكُن ممَّن ينظُرُ في مقالةِ أصحابِهِ -ومَن يُحَسِّنُ ظنَّهُ به- نظراً تامًّا بكلِّ قلبِهِ! ثمَّ ينظُرُ في مَقالةِ خُصومِهِ -ومَن يسيءُ ظنَّهُ به- كنَظَرِ الشَّزَرِ والمُلاحَظَةِ!!
فالنَّاظِرُ بعَيْنِ العَداوةِ يَرى المحاسِنَ مساوئَ، والنَّاظِرُ بعَيْنِ المحبَّةِ عكسُهُ.
وما سَلِمَ مِن هذا إلا مَن أرادَ اللهُ كرامتَهُ، وارْتَضاهُ لِقَبُولِ الحقِّ.
وقد قيلَ:
وعينُ الرِّضا عن كُلِّ عيبٍ كليلةٌ***كما أنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبدي المساوِيا
وقال الآخَرُ:
نَظَروا بعينِ عداوةٍ لـو أنَّها***عَيْنُ الرِّضا لاسْتَحْسَنُوا ما اسْتَقْبَحوا
فإذا كانَ هذا في نَظَرِ العَيْنِ الذي يُدْرِكُ المحسوساتِ، ولا يتمكَّنُ مِن المُكابرَةِ فيها؛ فما الظَّنُّ بنَظَرِ القَلْبِ الذي يُدْرِكُ المعانيَ التي هي عُرْضَةُ المُكابرةِ؟!
واللهُ المستعانُ على معرفةِ الحقِّ وقَبولِهِ، وردِّ الباطلِ وعدمِ الاغْتِرارِ به» ). انتهى.
فهل يلتزم علي حسن بما نقله عن ابن القيم أم لا ؟!
وأنا نقلته له من باب التذكير ، والنصيحة له ، وليت الحلبي يأخذ هو بكل ما ينصح به غيرَه قبل غيره .... ولكن هي الأهواء التي تتجارى كما يتجارى الكلب بصاحبه .
نعم ، ( وهي التي تسري في خفاء وتدبُّ، إلاَّ أنها لا تدب ولا تأتيك إلاَّ مترجةً في تمام زينتها من " اللُّغة " ومن " الثقافة " ، مترديةً برداء براءة القصد وخُلُوص النِّية ، متحلِّيةً بجواهر الدقَّة والاستيعاب والتمحيص والمهارة والحِذْق ، حتى يُتاح لصاحبها أن يقتنص غفلتَك ، ويتلعب عندئذٍ بك وبعقلك ما شاء له التعلُّب ، من حيث يوهمك أنَّه قد استوعب لك جمع " المادة " ، ويهوِّل عليك تهويل السحرة بما يحشُدُ تحت عينيك ويستكثر ، مُخْفِيًا عنك بتمويهه من " المادة " ما قد يبطل ما أراد به سحر عينيك واهتبال غفلتك ، ثم استلحاق عقلك بعقله ، إذ أنت عندئذ مفتون بالزينة المتبرجة ، وبتحاسين رداء البراءة وخلوص النية ، وبالحُلي النفيسة المتلألئة التى يتطلبها ... إذ أنت هائمٌ معه ، مُريدًا أو غير مريد ، " في إثر كل قبيح وجهُهُ حسنُ " ، كما يقول أبو الطيب ) ، [ رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ص28-29 للأديب محمود شاكر ].
( أفمستطيع [ علي حسن ] أن يتجرد من سطوة [ الهوى ] التي جرت منه مجرى لِبان الأم من وليدها ؟!
أفمستطيع هو أن يتجرد كل التجرد من بطشة الأهواء التي تستكين ضارعة في أغوار النفس وفي كهوفها ، حتى تمرق من مكمنها لتستبد بالقهر وتتسلط ؟
كلام [ منه ] يجري على اللسان بلا زمام يضبطه أو يكبحه ، محصوله أنه يتطلب إنسانًا خاويًا مكونًا من عظام كُسيت جلدًا ، لا أكثر ، [ كما هي حال أصحاب علي حسن الذين تأكثروا ببهرجة وحذلقة لسان الحلبي ، وكلامه المرصوص ، وسجعه المتكهنة ، وكثرة علامات التعجب ] ) [ المصدر السابق ص30 ]

فالأن آن لي أن أذكر ما أردت الرد عليه في هذه الرسالة عما كتبه علي حسن عبد الحميد الأثري ( !؟ زاعمًا !؟ ) في منتداه باسم : ( منتدى ( كل السلفيين ) .. لماذا؟! ) ، ومن قبلُ في كتابه الذي سماه زورًا وبهتانًا بـ ( منهج السلف ....) ، وكذا كتابه: ( المنح الصحيحة ) ، وهو بالمعوجه أشبه!
ولا أريد التقصي ولا الاستيعاب لما كتبَ ، ولَربما بإشاراتٍ عابرةٍ ؛ إذ أنَّ هناك من يرد عليه - لله الحمد - ، فأحببت مشاركة إخواني أهل السنة والجماعة في بيان ضلال علي حسن ، وكشف تلبيساته ، وتمويهاته الكثيرة ، لاسيما أنه تمسح كثيرًا بأهل السنة منذ نعومة أظافره ، ناهيك عما تأذى منه أهل السنة والجماعة كثيرًا ، حتى فاح راحته فاضطروا للرد عليه ؛ إذ هو لم يرحم نفسه ، وإن كان أهل السنة به أرحم منه بنفسه ، والله المستعان ، ولعل التفصيل سوف يكون بإذن الله تعالى فيما بعدُ ، إن كان في العمر بقية .
فأقول مستعينًا بالله:
قوله : ( كل السلفيين ... ) .
أقول:
هذا يعني ويفهم منه أن " السلفيين " أكثر من فرقة ، وأكثر من طائفة ؛ إذ الجماعة جماعة واحدة ، وهي الجماعة التي من كان على مثل ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم ، وبه يفهم خطأ من قال عن هذه الفرق الكثيرة التي في الساحة بـ: الجماعات ، وحديث الفرق يرد هذه المزاعم، والله المستعان.
فالحلبي لا يريد مصطلح السلفيين المتعارف عليه ، وإنما يريد به مصطلح السلفيين ، الذي هو وحزبه اصطلحوا عليه، ويريد به أن يشمل كل الأمة ، أي يريد منهجًا واسعًا أفيح فضفاضًا يسع كل الأمة إلاَّ السلفيين ( أعانهم الله على شقشقة الحلبي وترهاته ) ، كما قد اصطلح عليه سابقًا شيخه وأستاذه المأربي ، فيريد أن يجتمع عنده:
الديوبندية ، والإخوانية ، والتكفيرية ، والخارجية ، وأصحاب الجمعيات ، وأصحاب المغراوي ، وأصحاب عرعور ... إلخ ، إلاَّ أهل السنة والجماعة ، السلفيين ، أهل الحديث ، أهل الأثر ؛ لأنَّه يضيق بهم صدره .
وفتحُ منتدى ( كل الممييعين ! ) عفوًا ( !؟ ) منتدى ( كل الحزبيين ! ) عفوًا مرَّةً أُخرى! ومعذرةً ( !؟ ) منتدى: ( كل السلفيين ) ، وزعامةُ علي حسن له ، يذكرني بقصة صبيغ بن عسل رحمه الله تعالى ، وابن السوداء ( !؟ ) وتحريضه المرضى والهلكى على الانقلاب على الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وقتله ، وإحداث البلبلة العارمة في وسط العوام والدهماء ، نعم ( ابن السوداء !؟ ) مع صبيغ بن عسل التميمي اليربوعي رحمه الله تعالى ؛ إذ بدأ أتباع هذا المريض ( أعني ابن السوداء !؟ ) بالبحث عن كل من كان مريضًا ، أو عرف عنه المرض ( أعني مرض الشبهات ) قديمًا لكي يجتمعوا على خلع الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، أو قتله ، إذ ( ابن السوداء !؟ ) لم يتمكن من جمع الناس المرضى حوله ، ودعوته لم تكن لها صدى في البصرة ، بل طُرد منها , فهرب منها متجهًا إلى الكوفة عسى ولعل أن يظفر بمن يناصرُه في مرامه الخبيث الخسيس ، لكن رد الله كيده في نحره ، فانقلب منها إلى الشام ، فلم يظفرْ أيضًا ، فانقلب متجهًا إلى مصر ، فلقي هنالك بغيته ، ومناصرين كثيرًا ، فلما آن له الأوان بدأوا في جمع أؤلئك الذين عُرف عنهم مرض الشبهات في جميع البقاع المعمورة ، فذهبوا إلى صبيغ بن عسل رحمه الله تعالى ، فقالوا له:
يا صبيغ ! هلمَّ فقد جاء دورك!
وهم يريدون منه أن يقوم معهم ، ومؤازتهم على خلع الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وهم يظنون كل الظن أن صبيغًا بقي على ما كان عليه من تلك الشبهات العاتية القاتلة ، فماذا قال لهم هذا العبد الصالح رحمه الله تعالى ؟!
أتدري ماذا قال لهم ؟!
فقال رحمه الله تعالى لهم:
فقد أدبني العبد الصالح !
أتدرون من يريد بالعبد الصالح ؟!
إنه حقًّا عبدٌ صالحٌ، إنَّه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وهل تدرون بماذا أدب العبد الصالح عمرُ رضي الله عنه صبيغًا رحمه الله تعالى ؟!
نعم ...
فقد أدبه بالدرة!
فما أحوج علي حسن إلى درة العبد الصالح عمر رضي الله عنه !
وكذا ممن اجتمع عنده والتف حوله في ذلكم المنتدى ( الممييع الحزبي ) ، أو من يناصرهم ، والله المستعان .
ثم أقول:
وقد قال علي حسن عن جمعية التراث الحزبية ، التي فرقت شمل السلفيين في شتى بقاع الأرض ، لا بأفكارهم ، وإنما بدينارهم ودرهمهم ، كما كان الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله تعالى- يقول عن تلك الجمعية ذلك مرارًا وتكرارًا .
قال علي حسن في "منهجه" ص29-30:
( قَدْ رَأَيْتُ -فِي عَدَدٍ مِنَ البُلْدَانِ- خِلافاً كَبِيراً -جِدًّا- إِلَى حَدِّ الفِتْنَةِ!- حَوْلَ (جَمْعِيَّة إِحْيَاء التُّرَاث الإِسْلاَمِي) -فِي الكُوَيْت-، وَهِيَ جَمْعِيَّةٌ تَرْفَعُ شِعَارَ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّة، وَالعَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة.
وَسَبَبُ هَذا الخِلاف -ثَمَّةَ- طَعْنُ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ السَّلَفِيِّين بِهَا، وَنَقْدُهُم إِيَّاهَا -وَعَلَى رأْسِهِم هَذا الشَّيْخُ الفَاضِل-.
وَهَؤُلاَءِ العُلَماءُ مُصِيبُون فِي كَثِيرٍ مِنْ نَقْدِهِم؛ وَلَكِنْ!!
إِنِّي لأَذْكُرُ -تَماماً- أَنِّي انْتَقَدْتُ هَذِهِ (الجَمْعِيَّة) -عِنْدَ بَعْضِ رُؤُوسِها، وَكِبَارِ أَفْرَادِهَا -مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً- ثَلاَثَةَ انْتِقَادَاتٍ كُبْرَى:
أَوَّلها: انْشِغَالُهُم الكَبِير بِالعَمَلِ السِّيَاسِي.
وَثَانِيهَا: المَسَالِكُ الحِزْبِيَّةُ فِيهِم -وَقَد اعْتَرَفَ بِهَا كَبِيرٌ مِنْ كُبَرَائِهِم أَمَامِي-.
وَثَالِثُها: عَدَمُ تَبَرُّئِهِم مِنْ رَأْسٍ مِنْ رُؤُوسِهِم السَّابِقِين -وَهُوَ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَبْد الخَالِق)- وَقَد انْحَرَفَ مَنْهَجُهُ! وَهُمْ يَعْرِفُون-!!
... وَهَذِهِ فُرْصَةٌ أُكَرِّرُ فِيهَا نُصْحِي لِهَؤُلاءِ الإِخْوَةِ -رُغْمَ مُخَالَفَتِي لَهُم- بِلُزُومِ التَّبَرُّؤِ مِنْ هَذا الرَّأْس؛ لِمَا يَنْتُجُ مِنْ عَدَمِ التَّبَرُّؤِ -مِنْهُ- مِنْ شَدِيدِ البَأْس!!
فضلاً عن المُلاحظات الأخرى التي فَتَحَتْ عليهم أبوابَ شرٍّ كثيرة -عافانا اللهُ وإيَّاهُم مِنها-؛ هم -لِدَعْوَتِهِم- في غِنىً عنها.
وَلِلشَّيْخ مُقْبِل بِن هَادِي -رحمهُ اللهُ- فِي «قَمْعِ المُعَانِد» (ص149-190) رِسَالَةُ مُناصَحَة (لِلجَمْعِيَّة)-نَفْسِهَا- تَضَمَّنَت نَقْدَ (عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الخَالِق)!
وَمَعَ هَذِهِ الانْتِقَادَات -جَمِيعاً- إِلاَّ أَنِّي لاَ أَرَى مُعادَاتَها، وَلاَ وَمُخاصَمَتَهَا..
وَلاَ أُقِرُّ -البَتَّةَ- ادِّعَاءَ أَنَّها (قُطْبِيَّة)، أَوْ (تَكْفِيرِيَّة)! -بَلْ أَنَا عَلَى (يَقِين) أَنَّهُم -بِالجُمْلَةِ- عَكْس ذَلِك-.
وَلاَ أَظْلِمُ مَنْ أُخَالِفُ -مَا اسْتَطَعْتُ إِلى ذَلِكَ سَبِيلاً-؛ مُتَبَرِّئاً إِلى الله مِنَ الخُنُوعِ لِمَا أَهْوَاه وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ...
وَأُنَبِّهُ -هُنا- إِلَى شَيْءٍ مُهِمٍّ؛ وَهُوَ: أَنَّنِي لَمْ أَزُر هَذِهِ (الجَمْعِيَّة) فِي حَيَّاتِي -بِالمَرَّة- مَعَ دَعْوَتِهِم لِي عِدَّةَ مَرَّات-!! ) .
انتهى ما قاله علي حسن في منهجه بعصه وفصه ، وعجره وبجره ، والرد عليه وعلى هذا الكلام الباطل من وجوه:

الوجه الأوَّل:
هل يا علي حسن! يكفي في إثبات السلفية لِمَن رفع شعارها وادَّعى ذلك ؟!
وهل رأيتم في الدُّنيا مَن يقول عن نفسه: إنني مبتدع ضال مضل ، اللهم المجنون ؟!
ولله در القائل:
وكل يدعي وصلاً بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاكا
أم أنَّ الواقع كفيلٌ في بيان ما عليه المدعي ؟!
أم يُنظر في أعمال المدعي وأقواله ، وأفعاله ، ومن يصاحب ؟!
أليس ذا مكابرةً من علي حسن -هداه المولى- يدعيه على خصمه ، ويريد أن يغطي الشمس بالغربال ؟!
الجواب عندكم!

الوجه الثاني:
أليس أنت يا علي حسن! خلافك مع إخوانك في بلادكم من أجل الدينار الكويتي ، وتتهمون بعضكم البعض بالسرقة، وأخذ الأموال من هذه الجمعية أكثر من اللازم ؟!
ولِمَ لمْ تذكر بلدك التي أنت تعيش فيها من تلك البلدان التي أشرت إليها ، وأن هذه الجمعية قد سببتْ لكم الخلافاتِ ، بل تشرذمًا وتفرُّقًا بدينارهم ودرهمهم لا بأفكارهم ؟!
قصة السرقة والاتهامات لبعضهم البعض حتى العامة أصبحوا يتحدثون عنها ، اللهم لا شماتة !!! والله المستعان .

الوجه الثالث:
هل لك يا علي حسن! أن تذكر لنا مَن مِن علماء السلفيين أيَّد تلك الجمعية التي فرَّق السلفيين شرَّ تفريق؟!
بل خاصة علماء السلفيين تكلَّمُوا في هذه الجمعية ، فكيف الحلبي يكابر ، ويخفي الحقيقة والواقع ، ( ومعلوم أنَّ عدم رؤية الأعمى للشمس لا ينافي كونها لا ريب فيها لظهورها:
إذا لم يكن للمرء عين صحيحة *** فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر )
[ دفع إيهام الاضطراب ص6 ط-ابن تيمية، للإمام الشنقيطي رحمه الله ].
ولله در القائل:
وقال السها يا شمس أنت خفية *** وقال الدجى يا صبح لونك حائل
وإلاَّ فنقول له:
ومن لم يسعه ما أتى عن محمَّد *** فلا وسع الرحمن يومًا على الغُمر
وقال آخر:
فلا والله ما في الدين خير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
إذا لم تخش عاقبة الليالي *** ولم تستح فاصنع ما تشاء
والحلبي يريد أن يخفي هذه الحقيقة بأنَّ فلانًا من العلماء قد قدم أو قرظ لـ: ( السبت !؟ ) ، وهو من كبار أعضاء تلك الجمعية ، وهو يعرف أنَّ هذا الكلام في ميدان النقد العلمي لا يساوي فلسًا ، والرد على هذه السفسطة والمكابرة واللّعبة من أسهل الأمور ، فلا حاجة للرد عليه ، ناهيك أن أشغل به نفسي ، فوضوح فساده يغني عن الرد عليه!

الوجه الرابع:
فالرد على قول علي حسن في ( منهجه ) :
( وَأُنَبِّهُ -هُنا- إِلَى شَيْءٍ مُهِمٍّ؛ وَهُوَ: أَنَّنِي لَمْ أَزُر هَذِهِ (الجَمْعِيَّة) فِي حَيَّاتِي -بِالمَرَّة- مَعَ دَعْوَتِهِم لِي عِدَّةَ مَرَّات-!! ).
فأقول له:
1) ما هذه الأضحوكة يا علي حسن؟! أتضحك على نفسك أم على الأطفال؟ مسكين هذا الحلبي أو ماكر يظن أن هذه اللعبة ، بل الكذبة تنطلي على أهل السنة والجماعة! حقيقةً أنا لا أستطيع أن أُكذِّب علي حسن في هذا الإدِّعاء أنَّه ذهب إلى تلك الجمعية في الكويت أم لا ؟ وهل لبى تلك الدعوات أم لا ؟! ولكن ...
2) فهل تنكر يا علي حسن! أنَّك تَستضيفُ أصحابَ تلك الجمعية الحزبية في مركزكم العماني ، الذي لصقتم به اسم العلامة المحدث الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- ، ( برأ الله الشيخ من هذه الحزبية المقيتة ) زورًا بهتانًا، بل إداريين منهم، كـ: ( محمد الحمود النجدي ) ، وغيره؟!
3) وهل ينكر علي حسن أنَّه إلى وقت قريبٍ كان يكتب في مجلتهم السياسية ( الفرقان ) ؟!
4) وهل ينكر أنَّه ينزل في فروع هذه الجمعية في السودان ، وأندونيسيا و... إلخ ؟!
5) وهل ينكر أنَّه يأخذ راتبًا شهريًّا من هذه الجمعية الحزبية مقداره: ( 750 ) دينار أردني ؟! بل تقول هذا أقل من مستحقاتي؟! وكذا يأخذ ذلك المقدار كل من مشهور حسن سلمان ، ومحمد موسى نصر و... إلخ.
6) وهل ينكر علي حسن أنَّه أخذ من هذه الجمعية ( القرض الحسن !!؟ ) بمقدار : ( 15000 ) دينارٍ أردنيٍّ ؟! وكذا صاحبه ، ورفيق دربه مشهور حسن سلمان و...إلخ!!
7) وهل ينكر أنَّ الخلاف الذي حصل بينه وبين المدعو أكرم زيادة من أجل الراتب الشهري ؛ إذ الأخير انزعج وامتعظ من قلَّة راتبه الشهري ، إذ يأخذ كلَّ شهر ( 250 ) دينار أردني، وأنَّه يستحق أكثر من هذا ، بل يستحق ( 500 )! بخلاف غيره إذ يأخذون أكثر مما يستحقون! مما جعلا الطرفين يستبان على بعضهم البعض! واستدعى انفصال ( زيادة )! والذي يظهر أنَّه لو أُعطي ما طلب من الزيادة لرجع إليهم ( زيادة ! ) وزيادة!
8) وهل ينكر علي حسن! إقامته السنوية على حساب جمعية دار البر الإماراتية، وهي وليدة تلك الجمعية الحزبية القطبية ( التراث ) ، بل لو قيل فيها: ابنها الروح -إن صح التعبير- لصدق فيها! وأنَّه عن طريقها يذهب إلى الحج كل سنة ، وكذا صاحبه مشهور حسن سلمان ؟!
9) وهل ينكر علي حسن الخلاف الذي حصل بينه وبين سليم عيد الهلالي من أجل حفنة من أمور الدنيا التي وصلت إليهم من تلك الجمعية ؟! وهناك أمور أخرى ، لكن لعل في هذا القدر كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!

الوجه الخامس:
إنكار علي حسن على ذلكم الشيخ الفاضل امتحانه واستفساره عن بعض الأشخاص أو بعض الجمعيات الحزبية ، فهذا منه جهل أو تجاهل !
أحلاهما مر!
فالأمر الذي دعى كما زعم علي حسن إلى فتح ذلكم المنتدى ( كل الحزبيين ) هو أنَّ تلك المنتديات السلفية تحذف مشاركات أتباع علي حسن ، أو طردهم .
أقول:
وهذا العذر من علي حسن أقبح من الذنب -كما يقال-! إذ أنَّ تلك المنتديات الغالبُ عليها من يديرها هم علماء أو طلبة علم، معروفون بالاستقامة ، فهم أعرف بما يصلح أن تنشر عندهم ، ومن يطردون!
وهذا من باب درء المفسدة ، وجلب أولى المصلحتين ، لا أن يأتي بعض الجهلة يشاغبون بجهلهم المدقع ، وتعصبهم المقيت ؛ فحري بهم الطرد ، وطرد من بعثهم للمشاغبة !
ثم يأتي ويزعم أنَّ هذا نوعٌ من ( الإرهاب الفكري !؟ ) ! والله المستعان. وبهذه الحجة الفارغة يخالف ما رسمه هو من عدم التفرق والتشرذم ، بل علينا التراحم والتناصح والاتفاق والاجتماع، واللين و... إلخ.
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ[الصف:2-3].
قال علي حسن:
( فكيف الشأن –بالله عليكم- بمن لا يقيم وزنا لهذه الحقائق؟! ليكون جل همه –بعد- " التطبيق الحزبي الظالم الجائز " لقاعدة لم يدرك حقيقة معناها، يسوقها –ويسوِّقها- بالباطل ناسبها بسوء فعله وصنيعه زورا وبهتانا إلى منهج السنة، وطريق أهل السنة فيم وعليهم قائلا غالبا بلسان الحال، وأحيانا بلسان المقال:
" من لم يكن معنا، فهو ضدنا، ولابد من إسقاطه "...
وما ذلك كذلك إلا لأنهم غفر الله لهم يبنون سائر مواقفهم على ردود الأفعال! والإلزامات والاحتمالات والظنون والتخرصات .... ). [المنح الصحيحة ص15-17].

وهل علي حسن يتراجع عما كتبه مع شرذمة حزبية من أصحاب الجمعيات عن عرعور ، بل جعله من أقران الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى ، إذ قال علي حسن وأصحابه :
( فقد تناهى إلى أسماعنا، وعصف عقولنا، وآلم قلوبنا، أخبار حدث، اشتد أواه، وازدادت آثاره، بين الأخ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، والأخ عدنان بن محمد آل عرعور –حفظهما الله تعالى بتقواه-؛ وذلك نتيجة ما يكرره بعض إخواننا –غفر الله تعالى لهم-؛ ويتداولونه: من مبهم الكلمات –دون حجج ولا بينات-؛ مما أوقعهم في فرقة وفتنة، كادت تشتت دعاة المنهج السلفي وأتباعه في بقاع شتى من أنحاء الدنيا.
فالأصل في تلك ( الكلمات ) أن تطوى ، ولا تروى ، وأن يغلق بابها ، وينصح أصحابها وأربابها.
والذي نعرفه –ونشهد عليه- أن الشيخين الفاضلين على خير كبير، وفضل كثير، والتزام بالدعوة السلفية، وانتهاج للطريقة السنية، وأنهما قائمان بجهود مبرورة، وصنائع مشكورة، في نشر الحق والتوحيد، والقول البين السديد ....إلخ).
وقد وقع علي حسن مع بعض أهل الأهواء على هذا الكلام الفارغ، ولا أحب ذكر أسمائهم، ولكن علي حسن يعرفهم، والكلام يظهر أنه للحلبي والبقية الباقية وقعوا على تلكم الورقة ، فتعبير الحلبي معروف، وسجعه ، ورصه للكلام ، وفلسفته معروفة، والله المستعان...
( وهذا الجاهل من أشد الناس عداوةً للذين آمنوا ، ولذلك يرميهم بكل منكر ، وإذا ذكر إخوانه من المبتدعة ذكرهم بكل تعظيم ) [غاية الأماني 1/135 ].

ولعل فيما بعد سنخرج كل الأدلة على ما قلنا في هذا الرد ، وما سنرد من بعد إن شاء الله تعالى ، والله الموفق ...
وأخيرًا:
( فَمَا كَتَبْنَا هَذا إِلاَّ نُصْحاً لله وِلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ، ثُمَّ لِلْمَنْهَجِ السَّلَفِيِّ وَأَهْلِهِ؛ انْطِلَاقاً مِن المَنْهَجِ الحَقِّ؛ القَائِمِ عَلَى العَدْلِ، وَعَلَى كِتَابِ الله، وَسُنَّةَ رَسُولِهِ، وَتَطْبِيقِ السَّلَفِ.
أَسْأَلُ اللهَ العَظِيمَ، رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ: أَنْ يُوَفِّقَنَا -جَمِيعاً لِتَحْقِيقِ هَذِهِ المَطَالِب- إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ-.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ -وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ- وَسَلَّمَ ). [منهجه ص235].

*** وأخيرًا أنبه على أنني لا أرد على أهل الجهل ولا السفسطة ممن جعل نفسه محاميًا - ولو كان المريد ( غاندي !؟ ) - عن أهل الأهواء والبدع ، تزلفًا وتقربًا إلى الشيخ ! من ذلكم المريد المريب !




وكتب
أبو عبد الرحمن بن حسن الزندي الكردي
8/2/1430 هـ
عمان البلقاء
------------------------------------------------

( 2 )





غريبة ( ربع قرن ) !!!





بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله ، وصحبه ، ومن والاه ، وبعد ؛؛؛
* فالغريب في الأمر ، والعجيب في ذلك كثرةُ التَّمحور حول التتلمذ ، بل الأحرى : التَّمسح بالعلامة المحدِّث الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - ، على أنَّنِي لا أنفي أنَّ التتلمذ قد يثبت بمجلسٍ واحدٍ عنْد المحدِّثين ، ولكنَّ الغريب في ذلك التمحور حول ذلك !
ولكن ...
إن كان ولابدَّ أنَّ علي حسن خاصة تلاميذ الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى - كما يدعيه هو ، ويوسمه في كلِّ محفل ومجمع بـ: ( ربع قرن !؟ ) ، ويسخر من بعض الأفاضل – وهو يعرف من يعني ببعض الأفاضل في " منهجه " ، وكذا أهل السنة يعرفون ذلك جيدًا – أنَّه يفتخر بتتلمذه على الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى -، إلاَّ أنَّ علي حسن لا يقرُ بذلكم التتلمذ ، بل لا يفتر وما فتئ من السخرية من تتلمذ ذلكم الفاضل ( !؟ ) ، فحري به أن يتشبه التلميذ بشيخه في كلِّ صغيرةٍ وكيبرةٍ ، فالشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - عَرف عنه القاصي قبل الدَّاني أنَّه من أهل الحديث والأثر ، ومن مناصري أهله ، والمدافعين عنهم في كتبه وأشرطته ، بخلاف التلاميذ !
فإنَّ الغالب ، بل السمة البارزة على التلاميذ الميلُ إلى علم الكلام وأهله ، والبدع وأهلها ، فالحلبيُّ أشبه عليه بأنْ يكونَ من تلاميذ القطبي التكفيري الإخواني: ( محمد إبراهيم شقرة ) ، لا الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى -، وكذا البقية الباقية من أهل الإدعاء العريض ، والله المستعان .
وإن كان ولابد أنَّهم خاصة تلاميذ الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى -، فليكن هذا التلميذُ هو التلميذَ العاق ( !؟ ) وبه أشبه !
يعلم الله ازداد خوفي يوم أنْ لصَّق كلُّ تلميذٍ عاقٍ ( !؟ ) باسمه كلمةَ : ( آل ) !! فعرفت وقته أنَّ القوم يعدون أنفسهم لشن حرب - لا قِبلَ لهم بها - على أهل تلك الديار من أهل السنة والجماعة ، وفتح جبهة ( علماء !؟ ) أو ( مشايخ !؟ ) أو ( آل ؟ ) الشام مع آل الشيخ رحم الله تعالى أمواتهم ، وحفظ منه الأحياء ، والله المستعان.
( وقد كان خيرًا لـ: [ لحلبي ] ولأصحابه ، ولنا وللمسلمين أن يطوى الثوب على غرة ، ويقر الطير علي مكناتها ، ويدع ما في [ منهجه ] مدفوناً فيه ، ويذر النزاع الضئيل بينـ[ـه وبين أهل السنة ] مقصورًا عليهم ، [ لا أن يهجم عليهم ، ويدافع عن أهل الأهوء والبدع ، ( التقت حلقتا البطان!؟ ) ] ويتمثل قول زهير :
وما الحربُ إلا ما عَلِمْتُمْ وذُقْتُمْ(1)***وما هُوَ عَنْها بالحَديثِ المُرَجّمِ
مَتى تَبْعَثُوها تَبْعَثُوها ذَميمَةً ***وتَضْرَ إذا ضَرّيْتُمُوها فتَضْرَمِ
فَتَعْرُكُكُم عرْكَ الرَّحى بثُِفَالِهَا*** وَتَلْقَحْ كِشافًا ثُمّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ
فَتُنْتِج لَكُمْ غلْمانَ أشأمَ كلّهمْ ***كَأَحْمَرِ عادٍ ثُمّ تُرضِع فَتَفْطِمِ
فَتُغْلِل لكم مَا لا تُغِلّ لأَهْلِها*** قُرىً بالعراقِ من قَفِيزٍ وَدِرْهَمِ
وقد جرَّني الغضب للسُّنَّة وأئمتها إلى طرف مما أكره ، وأعوذ بالله من شرِّ نفسي ، وسيء عملي ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) [التنكيل 1/262].
فليتنبه الغُمر الجاهل الذنب أن يوضع رأسه بين حطام الردود ، وليتنحوا جانبًا ، وإنما هذا الكلام موجهٌ إلى من تبجَّح دهرًا بردوده ، وفرِح بما أُوتى من الجدل والفلسفة والطيش ، بل قد يضرب على صدره بين الفينة والأخرى أنَه قد ردَّ على العالم الفلاني والفلاني ، بل بما تبجح أنَّ له قدرةً مفرطةً على قلب الحق باطلاً ، والباطل حقًّا ، فردي إلى ذلكم الأنوك وجهت لا غير ، وأنَّ هذا التبجُّحَ نوعٌ من الجنون والطيش والزعارة ( !؟ ) ، وما درى ذا الأنوك أنَّ الرد على كلٍ واحدٍ نوع طيش ، وخفة عقل ( !؟ ) ، ولا يلزم أنَّ الراد على الحق ، والمردود عليه على الباطل دومًا !
نعم ، وقد رد أهل الباطل على أفاضل هذه الأُمَّة ، بل وغيرها من أفاضل الأمم السابقة ، من الأنبياء والمرسلين - صلوات ربي عليهم أجمعين -، ولم ينزل ذلكم الرد من قدرهم شيئًا ، بل ازداوا به رفعةً ودرجةً ، ما لم يحلم به أحدٌ حتى أهل ( حلب !؟ ) !
ولله في خلقه شؤون !
وبالله التوفيق ...



وكتب
أبو عبد الرحمن بن حسن الزندي الكردي
10/2/1430 هـ





-----


(1) بالأصل: ( وذتم !؟ )!



****************


منقول للأمانة من شبكة مغرب الأقصى السلفية.
أسد الليل غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر رد
منقول إحصائيات جهادية News المنتدى العام 1 01-26-2009 03:36 PM
منقول ~{.. تخيلآت طفله ..}~ News المنتدى العام 1 01-26-2009 10:54 AM
منقول رسالة مواطن للملك الغالي بو متعب News المنتدى العام 0 01-25-2009 08:18 PM


الساعة الآن 02:26 PM.



تعريف :

نجاح نت منتدى يهتم بجميع متطلبات مستعملي الإنترنيت وخصوصا البرامج وشروحتها وأمور ديننا الحنيف و المناهج الدراسية والألعاب...


جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond