الايمان بالقضاء والقدر :
1- معنى القضاء لغه :القضاء في اللغه يأتي لمعنان منها الفصل والحكم .
2- معنى القدر لغه : القدر في اللغة القضاء والحكم .
3- معنى القضاء والقدر اصطلاحا : ان الله عز وجل قدر في الازل مقادير الخلائق وما يكون من الاشياء قبل ان تكون وعلم سبحانه انها ستقع في اوقات معلومه عنده تعالى وعلى صفات مخصوصة فهي تقع على حسب ما قدرها.
وللعلماء في التفرقة بين القضاء والقدر اقوال منها :
1- القضاء هو العلم السابق الذي حكم الله تعالى في الازل ، والقدر : وقوع الخلق على وزن المقضي السابق .
2- عكس القول الاول ، القدر هو العلم السابق والقضاء هو الخلق .
وعلى هذا فالقضاء والقدر امران متلازمان لا ينفك احدهما عن الاخر لان احدهما بمنزله الاساس وهو القدر والاخر بمنزلة البناء وهو القضاء على انه عند اطلاق احدهما يشمل الاخر وهذا يوحي على ان لا فرق بينهما في الاصطلاح وهذا هو الراجح والله تعالى اعلم .
اركان الايمان بالقضاء والقدر :
1- الايمان بعلم الله تعالى الشامل المحيط:
علم الله تعالى محيط بكل شئ يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ويعلم الموجود والمعلوم والممكن والمستحيل وهو عالم بالعباد آجالهم وارزاقهم وأحوالهم وحركاتهم وسكناتهم وشقاوتهم وسعادتهم ومن منهم من اهل الجنه ومن منهم من اهل النار عالم بكل ذلك قبل ان يخلقهم ويخلق السماوات والارض .
2- الايمان بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ كل شئ:
دلت نصوص الكتاب والسنه على ان الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ كل شئ ففي الحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والأرض بخمسين الف سنه وعرشه على الماء } رواه مسلم .
3- الايمان بمشيئة الله تعالى الشاملة وقدرته النافذة:
هذا الاصل يقضي بالايمان بمشيئه الله تعالى النافذة وقدرته الشاملة فما شاء الله تعالى كان وما لم يشا لم يكن وأنه لا حركة ولا سكون في السماوات والارض الا بمشيئته فلا يكون في ملكه الا ما يريد .
قال تعالى:{وما تشاءون إلا ان يشاء الله رب العلمين } (التكوير :29)
4- الايمان بان الله تعال خلق كل شي:
قررت النصوص ان الله تعالى خلق كل شئ فهو الذس خلق الخلق وكونهم وأوجدهم فهو الخالق وما سواه مخلوق مربوب.
قال تعالى:{ الله خلق كل شئ وهو على كل شئ وكيل} (الزمر : 62)
افعال العباد :
اختلاف تحديد العلاقه بين مشيئة الخالق او مشيئة العباد وبين خلق الله تعالى وقدرته :
· القول الاول: ان العباد مجبورين على افعالهم لا قدرة لهم ولا ارادة ولا اختيار والله تعالى وحده هو خالق افعال العباد.
· القول الثاني : ان افعال العباد ليست مخلوقه لله تعالى وانما العباد هو الخالقون لها ولهم ارادة وقدرة مستقله عن ارادة الله تعالى .
· القول الثالث : قول بعض المتكلمين وقد وافقوا اهل السنه على ان الله تعالى خالق افعال العباد كما وافقوا اهل السنه على اثبات القدره للعبد ولكن قالوا انه ليس لقدرتهم تاثير فيها وهي كسب للعباد وعلى ذلك الكسب يترتب الثواب والعقاب .
· القول الرابع : قول اهل السنه والجماعه وهو الاقرار بالمراتب الاربعه للقضاء والقدر وهي العلم والمشيئه والخلق وافعال العباد ، فكل ما يقوم به العبد من قول او عمل او تروك في معلومه لله تعالى مكتوبه عنده والله تعالى قد شائها وخلقها ولكننا مع ذلك نؤمن ان الله تعالى جعل للعبد اختيارا وقدرة بهما يكون الفعل .
والدليل على ان فعل العبد بأختياره :
الاول : قوله تعالى : { فأتوا حرثكم أنى شئتم } ( البقرة : 223}
اثبت للعبد إتيانا بمشيئته وإعدادا بإرادته .
الثاني : توجيه الامر والنهي الى العبد ولو لم يكن له اختار وقدرة لكان ذلك من التكليف الذي لا يطاق وهو امر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله تعالى : { لا يكلف الله نفسا الا وسعها }[ البقرة : 286 }
الثالث : مدح المحسن على احسانه وذم المسئ على اساءته ولو لا ان الفعل لم يقع بارادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثا وعقوبه المسئ ظلما والله تعالى منزه عن العبث والظلم .
الرابع : ان الله تعالى ارسل الرسل للناس حتى لا يكون للناس حجة على الله يوم القيامة ولو لا ان فعل العبد يقع بارادته واختياره ما بطلت حجته بارسال الرسل .
الخامس : ان كل فاعل يحس انه يفعل الشئ او يتركه بدون اي شعور بالاكراه فهو يقوم بكل الامور بمحض ارادته لا يكرهه احدا على ذلك
الاحتجاج بالقضاء والقدر على المعاصي :
يعتقد اهل السنه والجماعه انه لا يجوز الاحتجاج بالقضاء والقدر على المعاصي لانه لا حجه للعبد العاصي في القضاء والقدر لان العاصي يقدم على المعصيه باختياره من غير ان يعلم ان الله تعالى قضاها وقدرها عليه فكيف يصح الاحتجاج بحجه لا يعلمها المحتج بها حين اقدامه على ما اعتذر بها عنه .
متى يسوغ الاحتجاج بالقضاء والقدر ؟
يسوغ الاحتجاج بالقضاء والقدر عند المصائب التي تحل بالانسان كالفقر والمرض وفقد القريب فهذا تمام الرضا من الله ربا فالاحتجاج يكون على المصائب لا المعائب فالسعيد يستغفر من المعائب ويصبر على المصائب .
من ثمار الايمان بالقضاء والقدر :
1- الاعتماد على الله عند فعل الاسباب لان السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله تعالى وقدرة .
2- راحة النفس وطمأنينة القلب .
3- طرد الاعجاب بالنفس عند حصول المراد .
4- طرد القلق والضجر عند فوات المراد او حصول المكروه .
5- واثاره على الفرد والمجتمع انه من اكبرالدواعي التي تدعو الى العمل والنشاط السعي بما يرضي الله في الحياة .
اما دعوى ان الايمان بالقضاء والقدر يدعو الى الكسل والتواكل في حياة المسلمين : فهذا ما يروجه الملحدون فهم يقولون ان عقيدة القضاء والقدر تدعو الانسان الى التعلل بالمكتوب فيكسل ولا يقوم بواجبه الملقى عليه .
التعريف بنواقض الايمان ومنقصاته :
النواقض هو النقض وهو في اللغه ضد الابرام وهو افساد ما ابرمته من العقد والبناء والعهد .
والتعريف الاصطلاحي : انها افعال اواقوال او اعتقادات تزيل الايمان وتقطعه بالكلية .
اما منقصات الايمان فهي الامور التي تنافي كمال التوحيد والايمان ولا تنافيه بالكلية .
منهج اهل السنه والجماعه في باب نواقض الايمان :
الطرف الاول : الذين يغالون في التكفير والحكم على الناس في الكفر ويكفرون الناس من غير روية او فقه وهذا مبدأ الخوارج .
الطرف الثاني : وهم المرجئه الذين يقولون الايمان بالقلب ولم يدخلوا فيه العمل فلو عمل ما عمل فانه لا يكفر .
الطرف الثالث : اهل السنه والجماعه وهم الوسط بين المذهبين السابقين ويقولون ان الكفر في القرآن والسنة ينقسم الى قسمين اكبر واصغر والذنوب التي دون الشرك لا تكفر صاحبها .
من عبد الله بالخوف فقط فهو خارجي .
من عبد الله بالرجاء فقط : فهو مرجئ .
من عبد الله بالحب فقط فهو من منحرفي الزهاد .
من عبد الله بالخوف والرجاء والحب والرغبة فهو موحد سني .
مباحث الشرك :
الشرك الاكبر : تعريف الشرك في اللغه يعني المقارنه التي هي ضد الانفراد .
واصطلاحا ان يتأخذ العبد لله ندا يسويه في ربوبيته او الوهيته او اسمائه وصفاته .
حكم الشرك : هو اعظم ذنب عصي به الله تعالى وهو العبادة لغيره او وصف احد من خلقه بشئ من صفاته التي اختص بها عز وجل .
لذلك رتب عليه الشرع اثارا وعقوبات :
1- ان الله تعالى لا يغفره اذا مات صاحبه ولم يتب منه .
2- ان صاحبه خارج عن ملة الاسلام .
3- أن الله تعالى لا يقبل من المشرك عملا وما عمله من اعمال سابقه تكون هباء منثورا .
4- ان \خول الجنه عليه حرام وهو مخلد في نار الجحيم .
أقسام الشرك : ينقم الشرك الى قسمين : شرك اكبر ، وشرك اصغر .
والاول هو : ان يتخذ العبد لله تعالى ن\ا يحبه كمحبته او يرجوه او يخافه او يصرف له نوعا من العبادة الظاهره او الباطنه وهو خارج عن ملة الاسلام .
والثاني هو : انه كل وسيبة يتوسل بها ويتوصل من طريقها الى الشرك بشرط الا تصل مرتبة العبادة وهو غير مخرج من المله .
اقسام الشرك الاكبر :
اولا الشرك في الربوبية : هو انا يجعل لغير الله تعالى معه نصيبا في الملك او التدبير او الخلق او الرزق الاستلاقي .
ومنه شرك النصاري حيث قالوا الله ثالث ثلاثة وشرك المجوس لقولهم انا اعمال الخير من الاله المحمود ( النور ) وان اعمال الشر من الاله المذموم (الظلمة ) وشرك القدريه الذين يزعمون ان الانسان يخلق افعاله وشرك من يعبدون القبور والاستسقاء بالنجوم واعتقادهم انها مصدر سقية .
ثانيا شرك الالوهيه : هو اعتقاد ان غير الله تعالى يستحق ان يعبد او صرف شئ العبادة لغير الله تعالى .
وهو ثلاث انواع :
الاول : اعتقاد شريك لله تعالى في الالوهية فمن اعتقد ان غير الله يستحق العبادة مع الله فهو مشرك في الالوهية .
الثاني : صرف شئ من العبادات المحضة(القلبية والقولية والعملية والمالية) لغير الله تعالى فقد وقع في الشرك الاكبر .
ومنها امور كثيره مثل الشرك في دعاء المسألة والشرك في دعاء العبادة .
الثالث : الشرك في الحكم :
وله صور كثيره منها ( ان يعتقد ان حكم غير الله افضل من حكم الله تعالى او مثله وهذا شرك اكبر مخرج من الملة لانه كذب القران الكريم ، انا يعتقد جواز الحكم بغير ما انزل اله تعالى او ان يضع تشريعا او قانونا مخالفا لما جاء في كتاب الله وسنه رسولة ويجكم به أن يطيع من يحكم بغير شرع الله عن رضى )
ثالثا الشرك في الاسماء والصفات : هو ان يجعل لله تعالى مماثلا في شئ من الاسماء أو الصفات او يصف الله تعالى بصفات من خلقه .
وسائل الشرك :
1- الغلو في الصالحين ( المباركه في مدحهم وتصوير الاولياء والصالحين والتبرك الممنوع بالصالحين )
2- التبرك الممنوع ( التبرك المشروع : هو ان يفعل المسلم العبادات المشروعه طلبا للثواب المترتب عليها
والتبرك الممنوع : وينقسم الى قسمين : تبرك شركي هو ان يعتقد المتبرك ان المتبرك به وهو المخلوق يهب البركه بنفسه وتبرك بدعي :وهو ما لم يرد دليل شرعي على جواز التبرك به )
ومن انواع التبرك البدعي :التبرك الممنوع بالاولياء الصالحين والتبرك بالازمان والاماكن والاشياء التي لم ترد في الشرع ما يدل على مشروعية التبرك بها والتبرك بالاماكن والاشياء الفاضلة بغير ما ورد فيها )
3- رفع القبور وتجصيصها واسراجها وبناء الغرفه او المساجد عليها وعبادة الله عندها .
الشرك الاصغر : هو كل ما كان فيه نوع من الشرك لكنه لم يصل الى درجة الشرك الاكبر .
وانواعه : ( الشرك في العبادات القلبية )
1- الرياء .
2- ان يعمل الانسان العبادة المحضة ليحصل على مصلحة دنيوية مباشرة .
3- الاعتماد على الاسباب .
4- التطير .
الشرك في الافعال :
1- الرقى الشركية . ( والرقية نوعان مستحب وهو ان الرقية لا تؤثر بذاتها بل النفع من الله والاخر محرم وهي التي يعتمد في الراقي اوالمرقي على الرقية في النفع ودفع البلاء عنه )
2- التمائم الشركية .
انواع الشرك الاصغر من العبادات القولية :
1- الحلف بغير الله .
2- والتشريك بين الله تعالى وبين احد من خلقه بالواو.
07-26-2009, 02:15 PM
الايمان بالقضاء والقدر
تعليمات المشاركة
العرض العادي
